واشنطن ـ محمد سعيدتزايدت الانتقادات للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، استيطانياً وعسكرياً، ووصلت إلى الداخل الإسرائيلي، حيث قالت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، إن الخطط الاستيطانية «غير مفيدة»، لكنها رأت أنها «لن تضر بفرص التوصل إلى اتفاق سلام نهائي في المفاوضات مع الفلسطينيين»، في وقت تسرّبت فيه أنباء إسرائيلية عن استياء أميركي من الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقالت ليفني، للطلبة في جامعة هارفارد في كامبردج في ولاية ماساتشوستس الأميركية، أمس، «ليس من سياسة الحكومة الإسرائيلية توسيع المستوطنات هذه الأيام». ووصفت خطط البناء المزمع تنفيذها بأنها «بناء خاص» وليست «أمراً خطيراً». وأضافت: «لا أظن أنه مفيد. لقد قررنا إيقاف أنشطة الاستيطان».
وفي السياق نفسه، قال مسؤول إسرائيلي إن مسؤولين في الإدارة الأميركية، في مقدّمهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، أعربوا عن استيائهم من خرق إسرائيل تعهداتها في ما يتعلق بتسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن المسؤول السياسي قوله إن «الأميركيين يعتقدون بأن جهاز الأمن الإسرائيلي لا ينفذ خطوات من أجل تسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة». وأضاف أنه بنظر الأميركيين والجهات الدولية «نشأت فجوة بين سير المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على قضايا الحل الدائم، وما يجرى ميدانياً» في الضفة.
وذكرت «هآرتس» أن «التوتر يتصاعد بين إسرائيل والإدارة الأميركية على خلفية خيبة أمل في واشنطن من انعدام حدوث تغيّر في الوضع في الضفة الغربية، إذ تعتقد الولايات المتحدة بأن إسرائيل لا تلتزم تعهدات كثيرة التزمت تحقيقها حيال تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة، وخصوصاً في ما يتعلق بالمستوطنات والحواجز العسكرية».
وأضافت الصحيفة أن رايس عبّرت عن استيائها من استمرار البناء في المستوطنات في الضفة والقدس الشرقية، وأن معظم انتقادات رايس موجهة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، وحتى أنها أوضحت له ذلك خلال لقائها معه الأسبوع الماضي لدى زيارتها إسرائيل.
ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي توقعه أن يكون اجتماع لجنة متابعة تنفيذ «خريطة الطريق» المقرّر اليوم الجمعة «صعباً بصورة خاصة»، إذ سيقدّم الجنرال الأميركي وليام فريزر تقريراً أوّلياً للأطراف عن خروقات في تطبيق الالتزامات، وتخشى إسرائيل انتقادات أميركية حيال استمرارها في التوسع الاستيطاني وعدم إخلاء أي بؤرة استيطانية، بل تزايد عدد هذه البؤر واتساعها في السنوات الأخيرة. وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإنه «نشأ توتر حقيقي مع الأميركيين، وإذا لم نقم بخطوات ميدانية، فسنجد أنفسنا عالقين في مشكلة كبيرة».
وكان يفترض أن يشارك باراك شخصياً في الاجتماع، لكنه قرر في النهاية التهرّب من المشاركة وإرسال مندوب عنه هو رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد. وقالت «هآرتس» إن عدم مشاركة باراك من شأنه أن يثير حرجاً، لأنه عن الجانب الفلسطيني سيشارك مسؤول رفيع هو رئيس الحكومة سلام فياض.
إلى ذلك، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش، إن واشنطن تخطط لمزيد من زيارات المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة في الأسابيع القليلة المقبلة، في مسعى لدفع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري.
وقال ولش، في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية الفرعية بشأن الشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي، إن «لدى حماس برنامجاً منهجياً طويل الأجل لتقويض القيادة الشرعية للسلطة الفلسطينية»، مبرراً ضمنياً ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في قطاع غزة، بدعوى أن «حماس» لا تترك لإسرائيل سوى خيارات كلها سيئة.
ورفض ولش التنبؤ بما سيكون عليه الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد انتهاء ولاية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، نافياً أن يكون لدى إدارة بوش مرشحاً محدداً لخلافة أبو مازن.