strong>أعلنت مصادر أمنية إسرائيلية أن قوات من الجيش والشرطة ضبطت أمس كمية كبيرة من المخدرات خلال عملية تهريب كانت تجري عند الحدود مع لبنان، وسط اتهامات لحزب الله بأنه يسعى لإغراق السوق الإسرائيلية بهذه المادة المخدرةاعتقلت القوات الإسرائيلية، قرب قاعدة «بيرانيت» العسكرية، وهي مقر فرقة الجليل الواقعة قبالة بلدة بنت جبيل اللبنانية، شابين (22 عاماً) من فلسطينيي 48 من قريتي الرامة وبيت جن، وبحوزتهما حقائب فيها كمية من المخدرات.
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن ضابط الشرطة عامي معلم قوله إن هذه أكبر كمية مخدرات تُضبَط في هذه المنطقة الحدودية، وتأتي «في إطار نشاطنا اليومي مع الجيش ضد مهربي المخدرات». وتبلغ زنة الكمية التي ضبطت 32.8 كيلوغراماً من الهيرويين بقيمة 20 مليون شيكل (حوالى 5.7 ملايين دولار)، وهي من النوع الصافي الذي يمكن مضاعفة كميته بعد الخلط إلى نحو خمسة أضعاف.
وأوضح معلم كيفية ضبط عملية التهريب قائلاً: «شخَّصنا مشبوهين وهما يحصلان على المادة من تجار لبنانيين، وعندما ابتعد المشبوهان عن السياج الحدودي، توجها مباشرة إلى الكمين الذي نصبناه لهما، واعتُقلا بالجرم المشهود»، مشيراً إلى استبعاده أن يكونا من التجار الأساسيين، بل مجرد ناقلين «للبضاعة». وأضاف أن تجار المخدرات اللبنانيين لم يتخطوا الحدود إلى إسرائيل.
ورأى ضابط الشرطة الإسرائيلي أن «من الواضح أن الوضع في لبنان يسمح بنشاط تجار المخدرات على طول الشريط الحدودي (مع إسرائيل) وبالطبع هناك أشخاص في جانبنا يريدون بيع المخدرات في السوق الإسرائيلية».
ويأتي ضبط كمية المخدرات أمس، غداة الكشف عن اعتقال ثلاثة إسرائيليين أول من أمس، بينهم عربيان، قُدِّمَت لائحة اتهام ضدهما بتهمة تهريب مخدرات من لبنان إلى إسرائيل، فيما المعتقل الثالث هو ضابط صف، عربي أيضاً، في الجيش الإسرائيلي متهم بالتخابر مع حزب الله وتسليمه معلومات عن تحركات الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى تسهيل تهريب المخدرات في مقابل مبالغ مالية تلقاها الضابط من نشطاء في حزب الله.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس أن الشخصين اللذين قدمت بحقهما لائحة اتهام هما عبد زعبي، 30 عاماً، من سكان الناصرة، وبشير الهيب، 26 عاماً، من قرية طوبا زنغريا في الجليل الأعلى. أما الشخص الثالث، الضابط في الجيش الإسرائيلي، فلم تأت التقارير الإسرائيلية على ذكر اسمه، لكنها أشارت إلى أن اكتشاف أمره جاء ضمن إطار تشغيل «عميل سري» تابع لوحدة مكافحة المخدرات في الشرطة الإسرائيلية، موضحة أنه كان ضالعاً في تهريب المخدرات من لبنان إلى إسرائيل في مقابل «معلومات قيِّمة كان ينقلها إلى حزب الله».
وبحسب ما سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشره، فإن الشبهات تفيد بأنه سلم معلومات سرية للحزب يتعلق بعضها بجهوزية الجيش الإسرائيلية على الحدود مع لبنان لجهة حجم القوات وعديدها ونوعها، فضلاً عن أماكن انتشارها.
في غضون ذلك، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس إن مصادر أمنية إسرائيلية تتهم حزب الله بمحاولة «إغراق إسرائيل بالمخدرات».
وأضافت الصحيفة أنه منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، في صيف عام 2006، تزايدت وتيرة عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى إسرائيل، حتى إنها أصبحت ظاهرة خطيرة، «إذ لم يعد الحديث عن تهريب حشيش، بل عن عشرات الكيلوغرامات من الهيرويين، وهو مخدر أخطر بكثير».
وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن قسماً من تجار المخدرات اللبنانيين يرتدون زياً عسكرياً، ومن يقف وراء عمليات تهريب المخدرات هو القيادي في حزب الله قيس عبيد.
وتتهم إسرائيل عبيد، المواطن العربي من مدينة الطيبة في المثلث، بأنه فرّ من إسرائيل وانضم لحزب الله وأصبح لاحقاً حلقة الوصل بين حزب الله وخلايا مسلحة في الأراضي الفلسطينية. كما تتهمه بالوقوف وراء عملية اختطاف العقيد الإسرائيلي في الاحتياط، إلحنان تننباوم، إلى لبنان في عام 2000، الذي أطلق الحزب سراحه في عام 2004 في إطار صفقة تبادل أسرى.
وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية إن عمليات تهريب كميات كبيرة من المخدرات الخطيرة لإسرائيل هي جزء من حرب حزب الله «لتسميم» المجتمع الإسرائيلي بأساليب أخرى إضافة إلى «النشاط التخريبي المعادي».
وأضافت المصادر نفسها أنه فقط في الأشهر الأخيرة ضُبط 50 كيلوغرام هيرويين، فيما طوال عام 2005 ضبط كيلوغرام هيرويين واحد.
وتجري عمليات تهريب المخدرات في الغالب في قرية الغجر التي قُسِّمَت بين إسرائيل ولبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب في أيار عام 2000.
(الأخبار، يو بي آي)