علي حيدرأطلع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على موافقته على الخطّة الأميركية بتسليم السلطة الفلسطينية 300 سيارة جديدة وبنادق كلاشينكوف، وعيارات مطاطية ووسائل أخرى لتفريق التظاهرات، بالإضافة إلى آلاف التصاريح للعمل في إسرائيل.
إلا أن باراك رفض رفع حواجز الجيش الإسرائيلي بهدف تسهيل حركة تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية. وذكرت مصادر أمنية أن الشرطة الفلسطينية ستحصل على بنادق كلاشينكوف ووسائل للرؤية الليلية. وتأتي هذه المساعدات للسلطة بعد الموافقة الإسرائيلية قبل بضعة أسابيع على دعم القوى الأمنية في السلطة بـ25 مصفحة من إنتاج روسيا. ووصف باراك «التسهيلات» الإسرائيلية بأنها «ستساهم في إحداث أجواء أفضل مع الفلسطينيين».
وتحدثت التقارير الإعلامية الإسرائيلية عن تسهيلات مدنية من خلال تحسين دخول السكان الفلسطينيين بسهولة في المعابر إلى داخل المناطق، وعبر بناء مسارات سريعة مخصصة لرجال الأعمال الفلسطينيين الذين يدخلون ويخرجون من إسرائيل وإليها في فترات متفاوتة.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن هذه المبادرات ليست سوى محاولات للتخفيف من حدة التوتر السائد بين وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، وباراك الذي تعرّض لانتقاد كبير منها بسبب رفضه تخفيف القيود المفروضة في منطقة الضفة الغربية.
وأثنى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على قرار باراك عما سماه تسهيلات نوعية، ذات تأثير على حياة الفلسطينيين، ودفع مشاريع اقتصادية، ولفت خلال حديث له مع وزير خارجية اللوكسمبورغ، جين اسلبورن، إلى أن هذه السياسة تنتج فارقاً جوهرياً بين تعامل إسرائيل تجاه غزة، وتعاملها تجاه الضفة الغربية.
في المقابل، هاجم رئيس المعارضة وحزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، قرار نقل مصفحات وأسلحة إضافية إلى السلطة الفلسطينية، ووصف خطوة كهذه بأنها «حمقاء». وبرر موقفه بأن «هذا السلاح سيوجه ضد جنود الجيش الإسرائيلي».
وفي سياق متصل، أكدت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، أن إسرائيل مصممة على مواصلة الحرب على قطاع غزة. كما حذرت من أي تقارب بين حركتي «فتح» و«حماس»، مدعية أن ذلك سوف يؤثر على التقدم في «العملية السياسية». وأكدت رفض إسرائيل حقّ العودة، باعتبار أن الدولة الفلسطينية هي الحل لقضية اللاجئين.
وأضافت ليفني، في كلمتها خلال مؤتمر «دولة إسرائيل في نظر القانون الدولي»، أن «الحرب على الإرهاب ضرورية في قطاع غزة، من أجل مواصلة التقدم في المفاوضات». وقالت إن إسرائيل تطالب الفلسطينيين بأن يوافقوا على الإعلان عن نهاية الصراع مع التوقيع على أي اتفاق، علاوة على الإعلان عن عدم وجود مطالب أخرى من إسرائيل.
إلى ذلك، قالت صحيفة «هآرتس» إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على إسكان مستوطنين جرى إخلاؤهم من مستوطنات قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط في صيف عام 2005 في مستوطنات بالضفة الغربية، وذلك خلافاً لتعهدات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون للإدارة الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن باراك صادق على نقل خمسة بيوت متنقلة (كرافانات) لمستوطنة «تينا عومريم» الواقعة في جنوب الضفة الغربية لاستيعاب مستوطنين جرى إخلاؤهم من مستوطنة «مورغ» في الكتلة الاستيطانية غوش قطيف التي أخليت من القطاع. وأقر المتحدث باسم «الإدارة المدنية» التابعة للجيش الإسرائيلي بأن البيوت المتنقلة في المستوطنة وُضعت بمصادقة كاملة من جانب الحكومة الإسرائيلية.