كشف تقرير حركة «السلام الآن» الاسرائيلية أن وتيرة البناء في المستوطنات تسارعت في الاشهر الاخيرة بشكل لم يسبق له مثيل، رغم أن إسرائيل تعهدت في مؤتمر انابوليس بتجميد البناء في الضفة الغربية. وأوضح التقرير أنه تم بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات وفي القدس الشرقية والبؤر الاستيطانية. وأضاف أن أعمال البناء تجري في 101 مستوطنة في أنحاء الضفة وتشمل بناء 500 مبنى على الأقل بحيث يضم كل مبنى عشرات الشقق.وبحسب التقرير فإن 275 مبنى بدأ إنشاؤها في الآونة الأخيرة، 20 في المئة منها تُنفذ في مستوطنات تقع شرقي الجدار العازل الذي تدعي الدولة العبرية أنها ستنسحب إليه إذا تم التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين.
وبموازاة ذلك تواصل الحكومة الإسرائيلية بناء 220 مبنى ثابتاً في نحو 37 مستوطنة في إطار مشاريع بناء صودق عليها في السنوات الأخيرة. وأشارت «السلام الآن» إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، صادق خلال الأشهر الأخيرة على مخططات بناء جديدة في المستوطنات وصل حجمها إلى 960 وحدة سكنية.
وأكدت «السلام الان» أن «الهدف هو توسيع الأحياء الاستيطانية عميقاً داخل الأراضي الفلسطينية الواقعة شرقي الخط الأخضر». ولفت التقرير إلى أن حكومة إسرائيل أعلنت منذ مؤتمر أنابوليس، الذي عقد في نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، مناقصات لبناء 750 وحدة سكنية في هذه الأحياء الاستيطانية.
الى ذلك، حاول اولمرت طمأنة القائد الروحي لحركة «شاس»، الحاخام عوفاديا يوسف بسبب غضب الحريديم من عدم بناء وحدات سكنية في الاحياء الحريدية في القدس وفي مستوطنة بيتار عيليت. وتعهد له بأن تجميد البناء في الكتل الاستيطانية سيُرفع.
وأعلن مجلس بلدية القدس، بالتزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، خططاً لبناء 600 وحدة سكنية في مستوطنة بسكات زئيف في الضفة الغربية المحتلة تعتبرها الحكومة الاسرائيلية جزءاً من المدينة المقدسة.
في المقابل رد مجلس المستوطنات على تقرير حركة «السلام الان»، بشدة، وقال إنه منذ بداية السنة الجارية تم إنشاء نحو 184 كارافان في المستوطنات منها 150 شرقي الجدار الفاصل.
وقال المجلس في بيان اصدره، إنه إذا لم تصادق الحكومة على البناء فسنقوم بذلك من دون مصادقتها، ورأى أن «من يعتقد بأنه يمكن بخطوة ادارية خنق الاستيطان فإنه مخطئ».
وفي محاولة للتغطية على عملية البناء في المستوطنات ذكرت الاذاعة الاسرائيلية الناطقة باللغة العربية، أن وزارة الدفاع الاسرائيلية قررت إخلاء خمس نقاط استيطانية عشوائية من منطقة رام الله.
الى ذلك، أكدت المحامية طاليا ساسون، في مؤتمر نظمته حركة «السلام الان»، التي أعدت التقرير عن البؤر الاستيطانية العشوائية عام 2005 لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، أنه لم تُتخذ أي خطوة لتطبيق ما جاء في التقرير بالرغم من تأليف ثلاث لجان وزارية، وأن ما حصل هو العكس تماماً، حيث تواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وأضيفت بؤر استيطانية عشوائية جديدة. وأضافت «كلما كان عدد المستوطنين أكثر كان إخلاءهم أكثر تعقيداً. لماذا لا يُمنع ذلك الآن».
(يو بي آي، رويترز)