واشنطن، حيفا ــ الأخبار
انتقدت السلطة الفلسطينية، أمس، المخطّط الإسرائيلي لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية في القدس المحتلة، فيما جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت التأكيد لحزب «شاس» عدم تجميد الاستيطان في المدينة وعدم التفاوض بشأنها.
وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن «استمرار إسرائيل بتوسيع المستوطنات سيؤدي حتماً إلى تقويض كل الجهود المبذولة لجعل عام 2008 عاماً للسلام». وحذّر «من خطورة الممارسات الإسرائيلية التي ستؤدي إلى توسيع دائرة العنف والفوضى وإراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية».
بدورها، تجنبت الولايات المتحدة اتخاذ موقف فوري واضح تجاه مشاريع الاستيطان الإسرائيلية الجديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، إن واشنطن «سوف تطلب إيضاحات بشأن مشروع الاستيطان الجديد في القدس من وزارة الخارجية الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن «هذه المسألة تثار من وقت لآخر ما دام الاتفاق حول قضايا المرحلة النهائية لم يحصل، وقد أوضحنا موقفنا بجلاء، والإسرائيليون يعرفون سياستنا». وتابع «إن الإسرائيليين أعلنوا التزامات محددة خلال زيارة الرئيس (جورج بوش) إلى المنطقة». ورأى أن «من شأن الإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة أن ينعكس سلباً على مفاوضات السلام بين الجانبين».
كذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس طلباً تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتخلّي عن المطالبة بتعويضات مالية للضحايا الإميركيين لهجمات شنها فلسطينيون، بهدف تشجيع محادثات السلام.
ومن المقرّر أن تزور وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني واشنطن اليوم الخميس لإطلاع نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس على نتائج محادثات السلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، آري ميكيل، إن ليفني ستحضر أيضاً جنازة النائب الأميركي اليهودي توم لانتوس الذي توفي يوم الاثنين.
من جهته، وعد أولمرت رئيس حزب «شاس»، إيلي يشاي، أثناء لقاء بينهما أمس بعدم التفاوض مع السلطة الفلسطينية بشأن القدس الشرقية وعدم تجميد البناء في الأحياء الاستيطانية فيها وفي قسم من مستوطنات الضفة.
وسارع أولمرت، الذي عاد من زيارة لألمانيا أول من أمس، إلى لقاء يشاي في الكنيست بعدما كان قياديون في «شاس» قد أطلقوا تصريحات خلال اليومين الماضيين هدّدوا من خلالها بانسحاب الحزب من الحكومة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله في الكنيست، أمس، أن «لا خطر على التحالف الحكومي ولا موجب لشاس يجعله ينسحب من الحكومة، وسيبقى إيلي يشاي نائب رئيس الوزراء لوقت طويل». وأضاف «واضح لجميع أطراف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين أن موضوع القدس هو الموضوع الأخير الذي سيصار إلى بحثه». ونقل موقع «معاريف» الإلكتروني عن مصادر في حزب «شاس» قولها إن أولمرت التقى مع يشاي لتوضيح تصريحات أطلقها في ألمانيا بخصوص تجميد البناء في المستوطنات «وأكد أن هذا لن يسري على الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية». وبحسب المصادر نفسها، فإن أولمرت وعد يشاي بعدم تجميد أعمال البناء في المستوطنات التي فيها غالبية مستوطنين من اليهود المتدينين، مثل «بيتار عيليت» و«لعاد» و«موديعين عيليت».
في هذا الوقت، بحث الرئيسان اليمني علي عبد الله صالح ونظيره الفلسطيني محمود عباس، في صنعاء أمس، في تطورات الأوضاع في فلسطين وما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة من حصار إسرائيلي، والتحركات الجارية للدفع بعملية السلام في المنطقة.
وجدد صالح دعوة بلاده إلى توحيد الصف الفلسطيني وتجاوز الخلافات الراهنة بين حركتي «فتح» و«حماس» عبر الحوار والتفاهم.
وكان عباس قد التقى أول من أمس ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في المنامة، حيث جدد دعوته لحركة «حماس» إلى التراجع عن «انقلابها وقبولها بالشرعية الدولية وقبولها بالانتخابات المبكرة».