علي حيدر
قرر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أخيراً، تمديد ولاية رئيس «الموساد»، مئير دغان، حتى عام 2009، للمرة الثانية على التوالي.
ويمثِّل التمديد إقراراً ضمنياً بمسؤولية «الموساد» عن اغتيال القائد العسكري في حزب الله الحاج عماد مغنية. كما يُعَدُّ مكافأةً على دوره في هذه العملية، وخاصة أنها تأتي قبل انتهاء ولايته نهاية العام الجاري.
وكان قد مُدِّد لدغان في شباط العام الماضي، بناءً على اتفاق بين أولمرت ودغان، على خلفية رضا رئيس الوزراء عن أدائه في رئاسته للموساد. واتفق الرجلان في حينه على أن المهمة الأساسية الملقاة على عاتق الجهاز هي جمع المعلومات عن «التهديد الإيراني».
ويذكر أن دغان عينه رئيس الوزراء السابق أرييل شارون رئيساً للموساد عام 2002، بعدما كان غير راضٍ عن أداء الجهاز في ظل رئاسة افرايم هاليفي. وتعود معرفة شارون بدغان إلى الفترة التي كان يتولى فيها الأول قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، عندما نسّق الثاني النشاطات للقضاء على «الإرهاب» في قطاع غزة من خلال توليه قيادة وحدة «ريمون»، التي تضمنت عدداً غير قليل من التصفيات. ومنذ ذلك الحين عملا معاً لسنوات طويلة، تبوأ خلالها دغان سلسلة من الوظائف الميدانية والقيادية. وفي وقت لاحق، التقيا في لبنان عندما كان شارون وزيراً للدفاع، ودغان قائداً لجنوب لبنان. وقبل توليه رئاسة «الموساد»، أوكل إليه شارون بعد وقت قصير من انتخابه رئيساً للوزراء، عدداً من المهمات الخاصة المرتبطة بالاتصالات الدولية في موضوع مكافحة الإرهاب.
وفي السياق، يصف معلق الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رونين بروغمان، قرار شارون تعيين دغان رئيساً للموساد بأنه أتى انطلاقاً من أن رئيس الوزراء السابق بحث عن رجل يتولى هذه المهمة وهو يحمل «سكيناً بين الأسنان».
وأضاف بروغمان أنه «في غضون وقت قصير، بث دغان في الموساد روحاً جديدة من المبادرة والفعل، وبدأ يتوجه في فترات متقاربة جداً إلى مكتب رئيس الوزراء كل أسبوعين. وفي كل مرة كان يجلب معه رجالاً تنفيذيين واستخباريين، بإضافة تبلغ نسبة مئات في المئة إلى حجم النشاط العملياتي من عهد سلفه هاليفي».
وفي إشارة ضمنية إلى دور «الموساد» في عمليات الاغتيال التي نُفذت في لبنان وسوريا، قال بروغمان إنه منذ تعيين دغان «كان هناك في لبنان وسوريا من رتب لهم (شخصيات تم اغتيالها) أحد ما لقاءً مبكراً مع الباري عز وجل... من رمزي نهرا، إلى علي حسين صالح، إلى غالب عوالي، إلى قائد الجهاد الإسلامي في جنوب لبنان أبو حمزة وغيرهم».
ويلفت بروغمان إلى أن هناك أيضاً مَن أعد الخلفية المعلوماتية للقيام بالعملية الجوية في دير الزور في سوريا أيلول الماضي، ولاغتيال مغنية.
وفي محاولة للتناغم مع الموقف الرسمي الذي صدر عن مكتب أولمرت، الذي حاول إبعاد التهمة عن إسرائيل، قال بروغمان إنه «سواء أكانت إسرائيل هي التي اغتالت مغنية أم لا، فإن اجتماع عدد من الأحداث أثناء ولاية دغان يفسره الكثيرون في العالم، ولا سيما في العالم العربي، بأنه مسار متواصل: الاستخبارات الإسرائيلية التي لا تتضمن فقط الموساد، بل وحدات عملياتية وجمع المعلومات في شعبة الاستخبارات العسكرية، تعود إلى الصدارة». ويشدد بروغمان على أن «تقدير أولمرت لدغان بدأ يرتفع في حرب لبنان الثانية. وفي الأخيرة، بلغ السماء إلى أن قرر أولمرت للمرة الثانية تمديد ولايته».