محمد بدير
الهستيريا الأمنية التي دخلتها إسرائيل في أعقاب اغتيال الشهيد عماد مغنية، لم تنته فصولاً بعد، حيث تتكشّف يوماً بعد يوم فصول جديدة منها، وكان آخرها تشديد الحراسات الأمنية على كبار المسؤولين الإسرائيليين أثناء زياراتهم الخاصة والرسمية إلى الخارج، إلى جانب قيام الجيش الإسرائيلي بـ«استدعاءات هاتفية» لجنود الاحتياط

عكست التقارير الإعلامية الإسرائيلية حال الهستيريا الأمنية التي تضرب الأوساط الإسرائيلية كافة، حيث تطرّقت كل وسائل الإعلام العبرية إلى الواقع الأمني الجديد الناجم عن الخشية من رد فعل حزب الله في أعقاب اغتيال الشهيد عماد مغنية. وأفادت التقارير الإعلامية تلك بأن الجيش الإسرائيلي يتعاطى بجدّية بالغة مع التهديدات التي تفيد بأنّ حزب الله سينتقم لاغتيال مغنيّة عبر المس بقادة جيش الاحتلال، الأمر الذي دفع الأخير إلى تعزيز مستوى اليقظة والجهوزيّة في وحدة هيئة الأركان العامّة الخاصّة الّتي تحمي قادته، بمن فيهم رئيس الأركان العامّة الفريق غابي أشكنازي.
لكن الاستعدادات لا تقتصر على الجيش الإسرائيلي فقط، بل تمتد لتطال جهاز «الشاباك» أيضاً، حيث تقوم وحدات الحراسة التابعة للجهاز بتشديد التدابير الأمنيّة حول مسؤولين كبار في الدولة، كما أعطيت التوجيهات لتشديد الحراسة على وزراء الحكومة، الّذين يُحرسون من جانب ضبّاط الأمن في الوزارات الحكوميّة لا من جانب الوحدة مباشرة. وفي هذا المجال، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أنّه وفي إطار الاستعدادات الجديدة، سيحظى الوزراء بالحراسة حتّى خلال الإجازات خارج إسرائيل، رغم أنّهم لم يحصلوا على حراسة مشدّدة من هذا النوع، قبلاً. كما جرى الإيعاز إلى رجال أعمال وضباط احتياط بإبداء اليقظة والحذر لدى توجههم إلى الخارج خشية تعرضهم لمحاولات اختطاف.
وتجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن سُمح لمعظم وزراء الحكومة بالخروج إلى إجازات خارج إسرائيل من دون حراس. ودرج وزراء كثيرون على الخروج في إجازاتهم في أثناء زيارات عمل إلى الخارج، ولكن الحراس يرافقون الوزراء فقط في الجزء الرسمي من الزيارة، لا في الجزء الخاص منها. وبحسب أوساط إعلامية إسرائيلية، سيكون لهذا القرار تداعيات مادية كبيرة، فضلاً عن المس بخصوصية الوزراء. وفي السياق، أجرى الجيش الإسرائيلي صباح أمس «تمرين استدعاء هاتفي» لجنود الاحتياط، من دون إيضاح الأسباب. ويطلب من جنود الاحتياط الذين يتلقّون اتصالاً هاتفياً إبلاغ الجهات المختصة بتلقّيهم هذا البلاغ، ولا يطلب من الجنود الوصول إلى وحداتهم. وقالت إذاعة «صوت إسرائيل» إنه تقرر إجراء هذا التمرين في إطار خطة التدريبات والتمرينات التي تشمل جنود الاحتياط.
في هذا الوقت، قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقدم بشكوى إلى رئاسة مجلس الأمن الدولي بسبب التصريحات «المعادية للسامية» التي صدرت عن قائد حرس الثورة الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، الذي وصف فيها إسرائيل بالغدة السرطانية. وتأمل إسرائيل من وراء هذه الشكوى، صدور بيان إدانة لهذه التصريحات، على غرار تلك التي صدرت مرتين في عام 2005 و2006 في أعقاب تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، التي تطرق فيها إلى تدمير إسرائيل.