غزة ــ رائد لافي
شهيدان لـ«الجهاد» ورايس «قلقة» من الحصار والبرلمان الأوروبي يطالب برفعه

رحّبت حركتا «حماس» و«فتح»، أمس، بدعوة البرلمان الأوروبي لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ثمانية أشهر، وبمطالبته إسرائيل وقف العمليات العسكريّة التي تعرّض حياة المدنيين للخطر، ووضع حدّ لعمليات التصفية التي أدت إلى استشهاد مقاومين في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي».
في هذا الوقت، نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامّة عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنّه لن يكون بالإمكان التوصّل لصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و«حماس» يُطلَق خلالها سراح الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط «من دون ممارسة ضغط عسكري على القطاع»، مضيفاً أنّ ذلك الضغط سيكون «جزءاً من المفاوضات على تحريره».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن أحد «المسؤولين الإسرائيليّين الكبار» الذين يعملون في إطار «صفقة شاليط»، قوله إنّ «الثمن الذي يطلبه الفلسطينيون في مقابل إطلاق شاليط لا يسمح بتنفيذ الصفقة». وبحسب «معاريف»، فإنّ هذا الرأي يعكس موقف جهاز الأمن العام الإسرائيلي، الـ«شاباك».
وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري: «نُقدّر الدعوة التي وجهها الاتحاد الأوروبي لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، ودعوة الرئيس محمود عباس للعودة إلى الحوار مع حركة حماس». ووصف ما يطرحه الأوروبيّون بأنّه «تطور مهم» في موقفهم.
غير أنّ القيادي «الحمساوي» رفض ضمناً الدعوة الأوروبية إلى وقف الصواريخ الفلسطينية التي تنطلق من القطاع تجاه البلدات الإسرائيلية المتاخمة. وقال: «في ما يتعلق بوقف إطلاق الصواريخ، فإنّنا نؤكّد أنّ المشكلة في الاحتلال والعدوان والحصار المفروض على شعبنا»، مشيراً إلى «أنّنا جاهزون لدراسة أيّ مبادرة يمكن أن تُسهم في وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا». وأضاف: «إنّنا ندعو الاتحاد الأوروبي إلى عدم الاكتفاء بتوجيه الدعوات إلى رفع الحصار، بل ممارسة ضغوط سياسية وعملية على إسرائيل».
وكان البرلمان الأوروبي، الذي لا يملك سلطة على السياسة الخارجية للاتحاد، قد أعرب عن اقتناعه بأن «سياسة عزل قطاع غزة فشلت، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني». ودعا إلى إنهاء الحصار وإعادة فتح المعابر مع الإشراف عليها، للخروج من القطاع والدخول اليه». وجدّد الدعوة إلى «الإنهاء الفوري لكلّ أشكال العنف» ووقف كلّ الأعمال العسكريّة التي تعرّض المدنيّين للخطر وتقتلهم.
ومن جهتها، أعربت «فتح» عن تقديرها للدعوة الأوروبيّة، مشيرةً إلى أنّها تتماشى مع جهد الرئيس عباس في هذا الإطار. ورأى القيادي في الحركة، حازم أبو شنب، أنّ «الحصار مخالف للقوانين والأعراف الدولية، ويدخل في إطار العقوبات الجماعية على أبناء شعبنا، ويؤثر بشكل سلبي على تفاصيل حياة المواطن الفلسطيني».
وفي خصوص الدعوة الأوروبية لعباس إلى الحوار مع «حماس»، شدّد أبو شنب على أن «فتح معنية بإعادة اللحمة بين شطري الوطن (الضفة وغزة) استناداً إلى الشرعية الفلسطينية، وهو ما يتطلب من حركة حماس أفعالاً وإجراءات، لا كلمات».
وفي السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» عن أن وزيرة الخارجية الأميركيّة، كوندوليزا رايس، طلبت أن تجتمع بصورة طارئة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، خلال وجودهما في اليابان الاثنين المقبل، علماً بأنّ رايس ستزور إسرائيل بعد ذلك بأسبوع.
وأعربت مصادر سياسيّة إسرائيلية للصحيفة عن تقديرها أنّ لقاء رايس ـــــ وأولمرت سيتمحور حول الوضع في القطاع، وأن الوزيرة الأميركية ستعبّر فيه عن قلقها من الوضع الإنساني هناك بسبب الحصار الخانق.
وفي هذه الأثناء، أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار انطلاق فعاليّات اليوم العالمي للتضامن مع غزة اليوم في نحو 70 مدينة تتبع لثلاثين دولة في العالم. ووصف رئيس اللجنة، النائب جمال الخضري، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة، الحصار بأنه يمثّل «إبادة جماعية» في ظل إغلاق المعابر ونقص الوقود والكهرباء والأدوية والمواد الغذائية.
ميدانياً، قتلت قوات الاحتلال المقاومين في «سرايا القدس»، أيمن سعيد ومحمد الحزين، وأصابت رفيقهما بجروح متوسطة في قصف جوي استهدفهم شمال شرق مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع، فيما كانا يقومان بـ«مهمة جهادية»، ضمن مجموعة ترصد قوّات خاصّة إسرائيلية تسلّلت إلى شرق المخيم، بحسب بيان للسرايا.