strong>خلافات عصفت باللجنة لم تمنع الإجماع
يبدو أن التقرير النهائي للجنة فينوغراد لن ينتظر حتى موعد صدوره نهاية الشهر الجاري ليحتل مكانته المفترضة في حلبة الانشغال الإعلامي والسياسي في إسرائيل. فمع اقتراب الموعد، تكفلت التسريبات الصحافية في شأن مجريات المداولات داخل اللجنة والخلاصات التي سيتضمنها التقرير مهمة تسخين محركات مختلف الجهات المتربصة به، ابتداءً برئيس الوزراء إيهود أولمرت، مروراً بحلفائه وخصومه السياسيين، وانتهاءً بوسائل الإعلام والرأي العام وعائلات الجنود الذين قتلوا خلال عدوان تموز 2006.
وبعد ساعات على تصريح نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أول من أمس عن أحد أعضاء اللجنة وصف فيه التقرير بـ«الحاسم والدراماتيكي»، متوقعاً أن يؤدي إلى تغيير في السلطة، شُغلَت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس بتسريبات تناولت خلافات حصلت داخل اللجنة تتمحور حول درجة الحدة التي ينبغي للتقرير أن يتطرق فيها إلى أولمرت لجهة تحميله مسؤولية الفشل ومطالبته بالاستقالة.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «خلافات شديدة اندلعت بين أعضاء لجنة فينوغراد بخصوص المسؤولية الملقاة على رئيس الوزراء إيهود أولمرت حيال إخفاقات حرب لبنان الثانية». وأضافت أنه على الرغم من الخلافات، أجمع أعضاء اللجنة على استنتاجاتها التي ستنشر في 30 كانون الثاني الجاري على شكل موقف مشترك لكل أعضاء اللجنة.
ونقلت «يديعوت» عن مصدر رفيع المستوى في لجنة فينوغراد قوله إنه على الرغم من وجود نقاشات، فإن جميع أعضاء اللجنة وقّعوا في نهاية المطاف على استنتاجات التقرير النهائي، التي يتوقع أن «تكون قاسية وستؤدي إلى هزة».
ونقلت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي مساء الخميس عن عضو لجنة فينوغراد البروفيسور يحزقيل درور مطالبته اللجنة بأن تضع «مسدساً ملقّماً» على طاولة أولمرت وترغمه على الاستقالة من منصبه.
لكن «يديعوت» نقلت عن درور قوله أمس: «لست مستعداً للتطرق إلى الديناميكية في غرف اللجنة وبين أعضائها، لكني أقترح التشكيك في ما نُشر حتى الآن». وقالت الصحيفة إن درور طالب في أحد الاجتماعات بأن تكون اللجنة واضحة، وأن تشير إلى المذنبين في الإخفاقات خلال الحرب وتقود إلى إطاحة أولمرت، فيما رد رئيس اللجنة القاضي المتقاعد إلياهو فينوغراد على ذلك، قائلاً إن اللجنة «لا تقطع رؤوساً، ومهمتها تنحصر في الإشارة إلى الأخطاء وإلى طرق تصحيحها».
من جهة ثانية نقلت القناة الثانية عن درور قوله أمس إنه «راضٍ عن استنتاجات التقرير ويدعمها». ويتوقع أن تمتدح اللجنة في التقرير النهائي الخطوات التي نفذها أولمرت بهدف تصحيح الأخطاء بموجب التوصيات التي شملها التقرير الجزئي للجنة الذي صدر في نيسان الماضي.
من جهتها، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن جلّ الانتقادات التي سيوجهها التقرير النهائي لأولمرت ستكون أنه «لم يجر مشاورات بالصورة الكافية قبل قراره شن العملية العسكرية البرية في الساعات الستين الأخيرة للحرب».
ونقلت «هآرتس» عن مصادر ضالعة في عمل اللجنة قولها إن التقرير النهائي سيخصص قسماً كبيراً منه لإخفاقات الجيش وستوجه انتقادات حيال «التردد» الذي أبداه الجيش في تنفيذ العملية البرية في الفترة الواقعة بين 18 تموز و11 آب وتمسك رئيس الأركان أثناء الحرب دان حالوتس «بمنظور عسكري خاطئ» وأنه كان بإمكان سلاح الجو الإسرائيلي وحده وقف إطلاق حزب الله لصواريخ «الكاتيوشا» على إسرائيل.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «جيروزالم بوست» بأن معارضي أولمرت في حزب «كديما» يستعدون للقيام بمناورة سياسية لإجباره على الاستقالة واستبداله بوزير النقل شاؤول موفاز أو وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
(الأخبار، يو بي آي)