strong> محمد بدير
بدأ مؤتمر هرتسليا السنوي الثامن أعماله في هرتسليا، قبل يومين، بحضور عدد كبير من صنّاع القرار وكبار الباحثين، الذين يتوقع أن يتطرقوا، كما كل عام، إلى القضايا والمسائل الاستراتيجية التي غالباً ما ترسم صورة التحديات والخيارات أمام المجتمع والسلطة في إسرائيل، وذلك من خلال المشاركات التي يسهم فيها المشاركون.
وفي هذا المجال، ركّز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، في كلمته أمام مؤتمر هرتسيليا، على التحدي الإيراني وعلى التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية، فقال إن إسرائيل لا يمكنها أن تسلّم بواقع «إيران نووية»، وإن هذا الواقع «يمثّل تهديداً لدولة إسرائيل، لكنه يهدد أيضاً الشرق الأوسط».
وعلى هذا الأساس، يرى أشكينازي أن «على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً لكل تطور»، ويؤكد «أنه فعلاً مستعد لحماية سلامة مواطني إسرائيل وسيادة إسرائيل بكاملها. واليوم، الجيش مطالب بمواجهة جيوش لدى بعضها أسلحة دمار شامل، والعمل ضد ميليشيات ومنظمات قوية لديها قواعد». وتطرق أشكينازي إلى الجبهة الداخلية فقال إن «التهديدات تتزايد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية لتحولها إلى جزء لا يتجزأ من الجبهة». وأضاف أن «العدو بذل جهداً وتفكيراً كبيرين لتقريب الجبهة الداخلية إلى الجبهة الحدودية، وتطوير القذائف الصاروخية وصواريخ القسام (في قطاع غزة) هو نتيجة مباشرة لذلك». لكنه رأى أن «كل عملية قتالية تكون وجهاً لوجه مع الجيش الإسرائيلي ستنتهي بانتصار الجيش الإسرائيلي».
من جهته، دعا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، في خطابه أمام مؤتمر هرتسليا، إلى «إخضاع» اتفاق يتوصل إليه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني لـ«حسم شعبي». كما دعا المعارضة في إسرائيل إلى طرح بديل وليس انتقاد إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وحسب. ورأى أن غزة هي «مشكلة أمنية أكثر منها مشكلة سياسية».
بدوره، شن وزير القضاء وعضو الكنيست الأسبق دان مريدور هجوماً على رئيس الحكومة إيهود أولمرت، على خلفية فشله في حرب لبنان. وقال إنه لا يعرف ما إذا كان بالإمكان قول أمور أقسى من تلك التي قالتها لجنة فينوغراد بحق أولمرت في تقريرها الجزئي الذي نشرته في شهر نيسان الماضي، وأوضحت فيه أن أولمرت «فشل» في إدارة الحرب.
وفي تلميح منه إلى الدور الخارجي في قرار شن الحرب، قال مريدور: «وعندما يريد العالم أن نخرج إلى الحرب، فنحن لا نفحص الأمور بتاتاً وما إذا كان هذا مجدياً..».
بدوره، عرض زعيم المعارضة ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو تصوّره الاقتصادي والأمني، فقال إنه «قبل الشروع في مفاوضات اقتصادية، يتعين المبادرة إلى تعاون اقتصادي يمنع ازدهار المتطرفين، وإن المفاوضات الاقتصادية يجب أن تسبق المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، لأن السلام الاقتصادي هو الرواق لإمكان حصول سلام سياسي لاحقاً».
وفي الشأن الفلسطيني، قال نتنياهو إنه يتعين على السلطات الإسرائيلية ممارسة مزيد من التشدد في غزة من أجل وضع حد لإطلاق الصواريخ على إسرائيل وإطاحة حكم «حماس».
وقال نتنياهو: «في حرب استنزاف، يضرب العدو، فيحصل رد، وعندما يضرب بقوة أكثر، يفترض أن يكون الرد أكثر تشدداً». وأضاف: «هذه الزيادة التدريجية في الرد هي المقابل للردع. والردع يعني اللجوء إلى رد غير متكافئ القوة».
وقال نتنياهو: «علينا أن ننتقل من مفهوم حرب الاستنزاف إلى مفهوم الردع الصارم الذي قد يسهم في الإطاحة بنظام حماس، لأنه ما دام هذا النظام موجوداً، فإنه سيواصل تسلّحه وهجماته». وبحسب كلامه، فإن «الانسحاب المتهوّر من لبنان، والذي نفذته حكومة إيهود باراك، هو الذي شجع على إقامة قاعدة إيرانية في الشمال، وإن الانسحاب من غزة أوجد قاعدة ثانية مقرّبة من إيران». وأضاف: «منذ ذلك الحين، أُمطرت بلادنا بآلاف الصواريخ، وكل من ينظر إلى هذه السياسة يرى أنها فشلت في اختبار النتائج».