يديعوت أحرونوت ــ اليكس فيشمان
مع النجاح تأتي الشهية. غداً يمكن حماس أن تسير بآلاف الفلسطينيين من القطاع نحو الحدود. ولا تحتاج الى مئات الآلاف للاقتحام، تكفي بضعة آلاف تكون النساء في الصفوف الأولى والأطفال على أذرعهن.
ماذا سيفعل الجيش؟ أي أوامر لديه، إذا وجدت أصلاً؟ هل فكر أحد في ذلك؟ لا. الأوامر تعنى بتفريق أعمال الإخلال بالنظام بمحاذاة الجدار: يصل عشرات المتظاهرين الى مسافة 300 متر من الحدود. الجنود يطلقون النار في الهواء ثم على الأرجل، وعند الخطر يقتلون. فهل فكر أحد في إطلاق الجنود النار على النساء وهن يحملن الرضّع أو على الأطفال الذين يتحركون نحو الجدار؟ لا. أينبغي لأحد أن يفكر ما العمل، وكيف الاستعداد لذلك؟ لا تتركوا القرار للضباط في الميدان، في يوم اختبار.
مسيرة كهذه قد تبدو غير واقعية. ولكن لا شيء اليوم غير واقعي في القطاع. كل الأواني تحطمت. ما حصل في الأيام الأخيرة خلق واقعاً جديداً. ومثلما لم نفهم معنى «القسّام» الأول ولم نستعد، هكذا اليوم. أمام ناظرينا تجري عملية تاريخية ولا أحد يعلم الى أين ستؤدي. يبحثون عن ردود فورية: هذا حسن أم سيّء لليهود. وفي كل صباح يتغير المزاج وفقا لآخر الأحداث. غير أن هذه العملية التاريخية هي كرة ثلج ويمكنها أن تتطور إيجابياً كاتفاقات مع مصر والفلسطينيين، أو أن تخلق واقعاً جديداً كفكّ الارتباط عن القطاع ونقل معالجته الى المصريين والعالم العربي. لكن يمكن أيضاً أن تتطور باتجاه كارثة إقليمية كهز حكم مبارك وتعميق العداء بين إسرائيل ومصر وتحويل الحدود من هادئة الى إرهابية. الآن إسرائيل لاعب ثانوي في هذا الحدث، وتأثيرها ثانوي. وإذا كنا كذلك، فان أبو مازن ورام الله ليسا موجودين على الإطلاق (ما يدل على قيمة مفاوضاتنا معه). اللاعبون الرئيسون هم الفلسطينيون، حماس، مصر والعالم العربي.
هناك قلق في اسرائيل بعد معلومات عن إرهابيين انتقلوا من غزة الى سيناء. القيادة الجنوبية شددت حالة التأهب على الحدود لصد التسلل. ولكن ما العمل مع آلاف الباحثين عن العمل؟ سيحاولون الوصول الى الأردن، وإسرائيل. هل أصدر الجيش أوامر إطلاق نار في هذا الاحتمال؟ هل سيتعاطون معهم مثل اللاجئين السودانيين؟ هل فكر أحد ما على الإطلاق عندنا؟ لا.
في رفح تفجر دمل هائل. يبدو أنه كان ينبغي أن تقع أزمة كبيرة كي نبدأ والمصريين بالمعالجة الجدية. لدينا هنا فرصة لإيجاد نظام حدود جديد. كانت لنا شكاوى تجاه المصريين لكنهم قزّموها. أمّا اليوم، فالتهريبات لم تعد تحت الأرض بل فوقها، والمصريون هم أصحاب السيادة. لم يعد بوسعهم غضّ النظر.
إلى ذلك، تدخل الآن بشكل أكثر حرية عناصر معادية مثل الإيرانيين، رجال القاعدة، لاجئو الإرهاب العراقيون وأمثالهم، وهذا يقلق المصريين مثلما يقلقنا. حماس لا تريد شرخاً مع المصريين، فمصر هي أنبوب الأكسجين الوحيد لها. وبعد تنفيس الضغط وتخزين الغذاء والبضائع، هناك فرصة لتأطير قواعد لعب جديدة على الحدود. وعلى اسرائيل أن تعيد التفكير فيما إذا كانت ستفتح اتفاق السلام وتسمح لمصر بزيادة عدد الشرطة على الحدود. أما المصريون، فلا بد أنهم بدأوا يفهمون أن محور فيلادلفي هو مشكلة مصرية أكثر منها إسرائيلية وسيبذلون الجهود ليمنعوا الفوضى على الحدود.