علي حيدر
نتنياهو يطالب بانتخابات مبكرة وبيرتس يدعو إلى محاسبة باراك

خرق رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، أمس، جدار تصريحات المقربين منه، ليعلّق بنفسه، وللمرة الأولى، على تقرير فينوغراد ويعلن بقاء حكومته للعمل على «إصلاح العيوب»، في وقت طالبه فيه رئيس المعارضة زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو بالاستقالة.
ورأى أولمرت أن على «الحكومة أن تواصل عملها لإصلاح العيوب بعد صدور تقرير فينوغراد»، الذي وصفه بأنه «كان عميقاً وشاملاً ووضع أسئلة غير بسيطة».
كذلك عبّر أولمرت، الذي عقد أول جلسة لوزراء حزبه بعد نشر التقرير، عن ارتياحه لأن «الوصمة الأخلاقية أزيلت عني».
ونقل مقربون من أولمرت عنه قوله، تعليقاً على صدور التقرير، «جيد أيها الأصدقاء. ثمة الكثير من العمل. تعالوا نواصل العمل». وأثنى أيضاً على جنود الاحتياط وعلى العائلات الثكالى الذين «ضحّوا بأغلى ما لديهم»، مشدّداً على أن «التضحية لم تكن عبثية».
وأكدت شخصيات كانت مع أولمرت لدى استماعه إلى القاضي إلياهو فينوغراد في مؤتمره الصحافي، أن رئيس الوزراء لم يبالغ بفرحته، لكنه كان راضياً «كأي إنسان أزيل عن كاهله عبء».
وأكدت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، خلال جلسة الوزراء، ضرورة «العمل معاً، وتحمّل المسؤولية»، لكنها أضافت «لا تدعونا نوهم أنفسنا، التقرير قاس، وكلمات من أمثال: الحرب التي فُوتت، هي كلمات من الصعب على شعب إسرائيل أن يسمعها».
وفي موقف يعكس رضوخها لتحميل الحكومة مجتمعة المسؤولية عما حصل، قالت ليفني «كلنا جزء من الحكومة التي اتخذت القرارات وبدأنا في هذه الغرفة، والمسؤولية لم تزل عن اكتافنا أمس بل على العكس». ودعت إلى «ترجمة انتقادات» التقرير إلى «أفعال من الآن فصاعداً» وعدم التوقف عند بعض الأمور الإيجابية التي وردت فيه. وحدّدت في هذا الإطار مجالين اثنين ينبغي التركيز عليهما: «المسار السياسي ومعالجة المشاكل الأمنية».
أما وزير الداخلية، مئير شطريت، فدعا من جهته حزب كديما إلى «الاتحاد خلف رئيس الحكومة»، فيما رأى وزير المواصلات شاؤول موفاز أنه ينبغي استبدال كلمة البقاء بالاستقرار، ودعا أولمرت إلى تنفيذ بنود التقرير.
وفي السياق نفسه، دعا بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي في مقر حزب الليكود في تل أبيب، أولمرت إلى «الذهاب إلى البيت كما فعل (وزير الدفاع خلال الحرب عامير) بيرتس و(رئيس الأركان دان) حالوتس». وتساءل «عمن يسلم نفسه لطبيب فشل في إجراء عمليات جراحية وعمّن يصعد إلى حافلة يقودها سائق سبق أن تسبب بحوادث قاتلة».
واتهم نتنياهو رئيس الحكومة بأنه «يتهرب من المسؤولية التي تقتضي القيام بما قام به رئيس الأركان ووزير الدفاع». وتوقف عند حقيقة أنه «منذ حرب الاستقلال (عام 1948) لم يكن لدى حكومة إسرائيلية هذا الوقت الطويل لتحقيق الحسم في الميدان، غير أنه على الرغم من هذه المزايا، حسبما حددت لجنة فينوغراد، للمرة الأولى في حروب إسرائيل كان هناك حرب بادرت إليها إسرائيل بنفسها وانتهت من دون أن تنتصر فيها».
وقال نتنياهو إن إسرائيل «تُقاد من رئيس حكومة غير كفو وغير ملائم. وإن وزير الدفاع إيهود باراك يعرف ذلك ويتوقع الجمهور منه أن يلتزم بما تعهده وعدم الاستمرار بما هو عليه»، داعياً إلى «انتخابات جديدة».
ومن المتوقع أن يجري الكنيست نقاشاً حول التقرير يوم الاثنين المقبل، وأن يتطرق رئيس الحكومة إلى الموضوع، بعدما أجَّلت رئيسة الكنيست داليا اتسيك موعد النقاش الذي كان من المفترض أن يتم اليوم.
وتعليقاً على نشر التقرير، عقد وزير الدفاع السابق عامير بيرتس مؤتمراً صحافياً، شدّد خلاله على وصف تقرير فينوغراد للحرب بأنها كانت «تفويتاً خطيراً وكبيراً للفرصة». لكنه أضاف أن «قرار الخروج إلى الحرب كان صحيحاً». ورأى أن على حزب «العمل» البقاء في الحكومة لأن «في إسرائيل قضايا هامة ينبغي مواجهتها».
ووجه بيرتس إصبع الاتهام إلى الذين سبقوه في المنصب. وقال «ثمة أسئلة محددة عن ست سنوات قبل الحرب. وينبغي الاستمرار في التحقيق». ورأى أن «الأسئلة تتدحرج إلى باب من دفعنا إلى كارثة ومن قرر أن يخرج من لبنان من دون اتفاق»، في إشارة إلى باراك.
وأشار بيرتس إلى أن «دخول الصواريخ من كل الأنوع إلى ساحة الحرب في منطقتنا غيَّر طابع الحرب المستقبلية، وهو ما أعطى الجبهة الداخلية دوراً أكثر أهمية. وأن حزب الله نظر إلى هذه الجبهة على أنها الخاصرة الرخوة لدولة إسرائيل، ليس فقط بسبب قدرته على ضربها، بل لعلمه أيضاً أن خوف السياسيين في العقد الأخير أدّى إلى شللهم التام وفقدان قدرتهم على اتخاذ القرارات».
إلى ذلك، هدّد الرئيس السابق للائتلاف عضو الكنيست، أفيغدور يتسحاقي، بالاستقالة من الكنيست والحياة السياسية، إذا لم يستقل أولمرت من منصبه على أساس نشر تقرير فينوغراد، مشيراً إلى أنه ينوي تنفيذ تهديده بعد ثلاثة أسابيع.
وفي الجيش، وصف ضابط رفيع المستوى في سلاح البر التقرير بأنه «صفعة للجيش، وخاصة أنه أتى بعدما نجحنا، إلى حدّ معيّن، في استعادة ثقة الجمهور بالجيش». أما في صفوف الضباط من ذوي الرتب المتدنية، فقد شعروا بأن الجيش تعرض لظلم «على الرغم من أن أغلب الانتقادات لم تكن موضوعية»، حسبما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وكشف استطلاع للرأي أن 57 في المئة من الإسرائيليين يرون أن على أولمرت الاستقالة بعد نشر تقرير فينوغراد، فيما رأى 33 في المئة منهم أن عليه أن يبقى في منصبه، ولم يدل 10 في المئة بأي رأي. ويُشار إلى أن نسبة الإسرائيليين الذين دعوا إلى استقالة أولمرت في أعقاب التقرير الأولي مطلع نيسان الماضي، كانت 73 في المئة.

57 في المئة من الإسرائيليين يرون أن على أولمرت الاستقالة بعد نشر تقرير فينوغراد، فيما رأى 33 في المئة منهم أن عليه أن يبقى في منصبه، ولم يدل 10 في المئة بأي رأي. ويُشار إلى أن نسبة الإسرائيليين الذين دعوا إلى استقالة أولمرت في أعقاب التقرير الأولي مطلع نيسان الماضي، كانت 73 في المئة