strong>عباس يطالبه بالتدخّل لوقف الاستيطان... و«حماس» تستغرب احترام السلطة لـ«خريطة الطريق»
أكدت واشنطن أمس نيّة الرئيس الأميركي جورج بوش التوجّه إلى الشرق الأوسط الشهر المقبل لدفع عملية المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، التي ظهرت في طريقها أول من أمس نيات استيطانية إسرائيلية، دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مناشدة سيد البيت الأبيض التدخل لوقف مخطط الاحتلال في «جبل أبو غنيم».
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيتوجه مطلع كانون الثاني المقبل إلى الشرق الأوسط، إلا أنه لم يحدّد موعداً. غير أن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن الرئيس الأميركي سيقوم بأول زيارة له إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل من العاشر إلى الثالث عشر من كانون الثاني».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت، أن بوش سيصل إلى إسرائيل في التاسع من كانون الثاني. وأضافت أنه تم الترتيب لزيارته خلال المحادثات التي أجراها مع أولمرت على هامش مؤتمر أنابوليس.
في هذا الوقت، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت أن عباس طالب الرئيس الأميركي «بالتدخل لوقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، وخاصة في القدس المحتلة».
وأوضح رأفت أن عباس سلم القنصل الأميركي في القدس المحتلة، جاك والاس، رسالة إلى بوش «تدعوه إلى التدخل لوقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وضرورة الضغط على إسرائيل لإلغاء قرارها ببناء أكثر من 300 وحدة سكنية في مستوطنة جبل أبو غنيم».
وأضاف المسؤول الفلسطيني أن عباس أكد في الرسالة «ضرورة أن تلتزم إسرائيل كل الالتزامات التي أعلن عنها في مؤتمر أنابوليس، وأهمها الوقف الفوري للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية». وقال إن «كل موضوع المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية يتوقف على ضرورة وقف النشاطات الاستيطانية»، مشدّداً على أن قيادة منظمة التحرير ستلجأ إلى كل المحافل الدولية لوقف القرار الإسرائيلي الأخير في هذا الشأن.
ورأى المتحدّث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قرار التوسع الاستيطاني في «جبل أبو غنيم» والتصعيد في قطاع غزة «بمثابة توجيه صفعة قوية إلى اجتماع أنابوليس، واستخفاف بالإرادة الدولية العارمة التي عبر عنها حضور نحو 50 دولة ومؤسسة دعماً لعملية السلام». وأضاف أن هذا الأمر «انقلاب على كل التفاهمات والاتفاقيات، بما فيها خطة خريطة الطريق التي نصت بوضوح على وقف جميع النشاطات الاستيطانية، وتفكيك البؤر الاستيطانية، باعتباره التزاماً إسرائيلياً واجب التنفيذ».
من جهتها، رأت حركة «حماس» أن إعلان الحكومة الإسرائيلية طرح مناقصة لبناء وحدات استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم هو «دليل على فشل لقاء أنابوليس، وكذب الادعاءات الصهيونية بالسلام»، مشددة على أن هذا «تأكيد بأن الاحتلال لن يلتزم أي تعهدات في ما يتعلق بوقف الاستيطان».
وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن «هذا القرار الصهيوني يعني أن أنابوليس لم يكن إلا أكذوبة وخديعة مورست على الأمة». ودعا السلطة الفلسطينية إلى «وقف الاتصالات مع الاحتلال الصهيوني إزاء هذا القرار». وأضاف: «من الغريب أن تصر السلطة على احترام خريطة الطريق والالتزام بها، في ظل تنكر الاحتلال الصهيوني لها، وإن من الإجرام الالتزام بهذه الخريطة، وخصوصاً في ما يتعلق بملاحقة المجاهدين».
وفي القاهرة، نددت أوساط دبلوماسية مصرية والجامعة العربية بمشروع الاستيطان الإسرائيلي باعتباره يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر أنابوليس.
وقال رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية، هشام يوسف، إن «القرار الإسرائيلي، حال ثبوت صحته، يستدعي تحركاً عاجلاً ووقفة لوضع حد للاستهانة الإسرائيلية، واستمرار هذا النهج الذي يضرب بالإرادة الدولية عرض الحائط».
وبدورها، أبدت مصادر دبلوماسية مصرية استنكارها للقرار الإسرائيلي، ورأته «طعنة نافذة لمؤتمر أنابوليس وأنه يطعن بجدية ورغبة إسرائيل نحو السلام وإنهاء ملف هذا النزاع».
إلى ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة أن اجتماعاً عربياً دولياً يجري الترتيب لعقده في العاصمة الفرنسية باريس خلال الأيام القليلة المقبلة لتقييم نتائج مؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد الشهر الماضي في الولايات المتحدة.
وقالت المصادر إن اقتراحاً يجري التداول بشأنه لعقد هذا الاجتماع الذي سيضم أعضاء اللجنة الرباعية الدولية وأطرافاً عربية لم يتم الاستقرار عليها بعد، لكنها رجحت أن تشمل وزيري خارجية مصر والسعودية ودول أخرى ربما أعضاء هيئة المتابعة العربية المتمثلة في ترويكا القمة وأعضاء المجلس الوزاري.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)