strong>تحضيرات إسرائيليّة للقاء أولمرت ــ عباس الأسبوع المقبل
حذّرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي تعتزم التوجّه إلى الشرق الأوسط منتصف الشهر الجاري، إسرائيل من أن خطتها لبناء 300 منزل جديد في القدس الشرقية المحتلة «لا تساعد الجهود الرامية للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين»، في وقت يستعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف اللقاءات الثنائية الأسبوع المقبل.
وفي انتقاد نادر لإسرائيل، قالت رايس، بعد اجتماعها مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل، «إننا في وقت الهدف فيه هو بناء أقصى درجات الثقة بين الطرفين وهذا لا يساعد على بناء الثقة». وأضافت «ينبغي ألّا يكون هناك أي شيء يمكن أن يستبق مفاوضات الوضع النهائي. بل إن الأمر الأكثر أهمية الآن هو أننا على وشك بدء مفاوضات. أوضحت هذا الموقف».
وأكدت إسرائيل أمس أن الولايات المتحدة طلبت منها إيضاحاً بشأن خطة بناء المنازل في مستوطنة «جبل ابو غنيم». وقال المتحدث باسم أولمرت، مارك ريغيف، إن «القضية طرحت خلال مناقشات ثنائية».
ولم يتطرّق ريغيف إلى تفاصيل بشأن المناقشات الأميركية ــــــ الإسرائيلية، لكنه قال إن «المناقصة في شأن المشروع الجديد هي جزء من خطة عمرها سبع سنوات. وكرر موقف إسرائيل بأن «الموقع يقع خارج اتفاق خريطة الطريق لأن إسرائيل ضمت هذه الأراضي التي احتلت عام 1967».
وفي السياق، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إنه من المتوقع أن تزور وزيرة الخارجية الأميركية إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة هذا الشهر. وأوضح أن رايس «ستصل الى المنطقة بعد مؤتمر باريس»، المقرّر في السابع عشر من الشهر الجاري، «وستلتقي مع الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية وتبحث موضوع المفاوضات النهائية». وأضاف «كنا قد وجّهنا إليها رسالة عن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والنشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، وسيتركز بحثنا على هذا الموضوع وسبل انطلاق مفاوضات الوضع النهائي إلى الأمام».
وأعلن مسؤول فلسطيني آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه يتوقع أن تصل رايس إلى الضفة الغربية في 19 كانون الأول.
إلى ذلك، بدأت أمس المشاورات الإسرائيلية الداخلية تمهيداً للّقاء المرتقب بين أولمرت وعباس، في الثاني عشر من الشهر الجاري. وقد التقى لهذه الغاية وزير الدفاع ايهود باراك وليفني وأولمرت في مكتب الأخير.
وقدرت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس المحتلة أن المحادثات العملية ستبدأ في الأسبوع الثاني من كانون الثاني من عام 2008، أي في الفترة القريبة من زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى إسرائيل. وأوضح مصدر آخر أنه «في المرحلة الأولى، ستهتم الأطراف بتنظيم وتحديد إجراءات المفاوضات، وتحديد وتيرة وأماكن اللقاء وستستمر هذه المرحلة بين أسبوعين إلى ثلاثة، وأنه في بداية كانون الثاني، سيبدأ الانشغال بالمواضيع العملية والمشاكل الجوهرية، بما فيها مكانة القدس، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين ورسم الحدود الدائمة بين الدولتين».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)