حيفا ــ فراس خطيب
هبطت في مطار «بن غوريون» أوّل من أمس طائرة إسرائيليّة على متنها 40 يهودياً إيرانياً هاجروا إلى الدولة العبريّة ضمن «حملة سرية»، نفّذتها ونظّمتها الوكالة اليهودية أخيراً، ولا تزال تفاصليها ممنوعة من النشر، وخصوصاً سير الحملة داخل الجمهوريّة الإسلاميّة والدولة التي وصل المهاجرون عن طريقها إلى إسرائيل.
وبهذا، يكون عدد المهاجرين الإيرانيين إلى إسرائيل قد وصل إلى ما يقارب 200 مهاجرٍ خلال العام الجاري، بعد جهود يهودية منقطعة النظير وموافقة ثلاثة صناديق ماليّة على منح آلاف الدولارات لمن يوافق على الهجرة، وبينها جمعيّة الصداقة الدوليّة بين المسيحيّين واليهود، التي قال مؤسّسها، الحاخام ييئيل إكشتاين، إنّ كلّ فرد من العائلات العشرة (إضافة إلى 3 أفراد مستقلّين) حصل على 10 آلاف دولار كمبلغ أوّلي «من أجل الانطلاق».
وإضافة إلى «المكافآت الماليّة»، تمنح الدولة العبريّة وافديها الجدد «سلة استيعاب». وفي هذا الصدد يقول المسؤول في الوكالة اليهوديّة، يائير ريديل، إنّ «هذا ليس أمراً عادياً أن نمنح هذه المنح العالية. لكن في هذه الحالة وافقنا لأهميّة تشجيعهم (يهود إيران) على الهجرة». ويعترف بأنّه رغم الإمكانات الممنوحة ليهود إيران، إلا أنَّ نسَب الهجرة لا تزال منخفضة.
وتقول صحيفة «هآرتس» إنَّ الجماعات اليهودية في إيران تسبّب «إحباطاً» للوكالة اليهودية التي لم تستطع حتى الآن إلّا تجنيد نسبة مهاجرين منخفضة جداً منهم. وتشير إلى أنّ ترويج الإسرائيليين لإمكان «إلحاق الأضرار بالإيرانيين أو احتجازهم كرهائن في حال اندلاع حرب من شأنه أن يتيح موجة هجرة عالية للغاية، بيد أنَّ الأمر لم يتحقق على أرض الواقع، ولم يتجاوز عدد المهاجرين الإيرانيين كُسور النسب المئوية من يهود إيران الذين يراوح عددهم بين 25 و28 ألفاً»، وهي النسبة الأكبر لليهود في أيّ دولة في الشرق الأوسط، رغم انخفاضها من 100 ألف فرد قبل الثورة الإسلاميّة عام 1979.
وذكرت الصحيفة أنّ عشرات من اليهود الإيراينيين موجودون اليوم في مدينة فينا ينتظرون مصادقة الولايات المتحدة على الهجرة أو نيل مكانة سياسيّة في الأمم المتحدة. وتجهد الوكالة اليهودية إلى إقناعهم بالعدول عن قرارهم والهجرة الى إسرائيل. ومن أجل فعل ذلك، تسعى الوكالة إلى جانب جهات حكومية أخرى إلى إتاحة الفرصة أمام عدد من الإيرانيين، للقدوم إلى إسرائيل عن طريق دولة ثالثة ضمن «زيارة انطباعيّة».
أحد المهاجرين الإيرانين إلى إسرائيل قال لدى وصوله إلى تل أبيب: «لكل واحد مشاكله الخاصّة به. الناس هناك (في إيران) مرتابون مادياً ومن الصعب عليهم أن يقرّروا تغيّراً كبيراً كهذا».
وفي هذا الصدد، يشير رئيس الجمعيّة اليهوديّة في طهران، كلاماك مورساثيغ، إلى أنّ المهاجرين الجدد ليسوا إيرانيّين لأنّ الصور التي بثّتها قنوات التلفزة الإسرائيليّة لم تظهر وجوههم. ويقول: «هذه حملة تضليل إعلامي، حملة أكاذيب تستهدف إيران وجاليتها اليهوديّة. ونحن لا نستطيع التأكيد أنّ 40 إيرانياً يهودياً» هاجروا إلى إسرائيل.
وفي بيان مشترك، شدّد مورساثيغ والبرلماني اليهودي الوحيد في إيران، موريس معتمد، على أنّ اليهود الإيرانيّين لم يكونوا قط جزءاً من أيّ «هجرة منظّمة» إلى إسرائيل، نظراً «لظروف العيش الهنيء المؤمّنة للأقلّيات الدينيّة في إيران». ولفتا إلى أنّ «الأكاذيب التي يحبكها عملاء الصهيونيّة ضدّ إيران لن تؤذي الروابط العميقة بين الإيرانيّين واليهود الإيرانيّين والنظام المقدّس للجمهوريّة الإسلاميّة.