strong>علي حيدر
ليفني تراها «حادثة انتهت وتمّت تسويتها» وبن اليعازر مع الاستعداد لمواجهة هذا العام

أكدت اسرائيل أمس انها غير معنية بتصعيد الوضع على الحدود مع لبنان، وإن كانت ستعزز من طلعاتها الجوية فوق اراضيه، معتبرة ان ما حصل أول من أمس من تبادل إطلاق نار قرب مارون الراس، يفرض على الجيش اللبناني استخلاص العبر ويوضح للطرف اللبناني أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأن الجيش الاسرائيلي قادر على القيام بأكثر من الرد الموضعي.
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، خلال مؤتمر صحافي في مدريد، إن الحادث قد «انتهى وتمت تسويته»، الا انها عزت السبب الاساسي الى «استفزاز» حزب الله، واتهمته بأنه يواصل زرع العبوات الناسفة.
وقال وزير الدفاع عامير بيرتس إن «قيادة الجبهة الشمالية تصرفت بموجب التعليمات بشكل صحيح وبما ينبغي تنفيذه من خلال احترام قرار مجلس الأمن الدولي 1701»، مضيفاً: «ليست لدينا نية التسبب بتصعيد، لكننا سنضطر إلى الرد في المكان الذي تطلق منه النيران على قوات الجيش الإسرائيلي». لكنه اوضح أن «قوات اليونيفيل والجيش اللبناني يقومان بواجبهما ونحن من جانبنا ننوي الاستمرار بالعمل ضمن الإطار العام والسياسة التي تمت بلورتها في الأشهر الأخيرة» بعد حرب لبنان. وشدد على ان اسرائيل «لن تعود إلى سياسة غض الطرف التي تم انتهاجها تجاه لبنان قبل ذلك».
وفي المقابل، اعلن رئيس اركان قيادة المنطقة الشمالية، العميد الون فريدمان، تعليقاً على الحادثة «سنواصل طلعاتنا وسنعزز نشاطاتنا الجوية فوق لبنان... إننا نستعد لكل السيناريوهات»، مشيراً إلى أن «تعليماتنا بإطلاق النار تغيرت منذ نهاية الحرب، ويمكننا اطلاق النار على الذين يطلقون النار علينا ويضعون عبوات ناسفة او يمكن ان يشكلوا تهديداً».
وأقرّ فريدمان بأن حزب الله «موجود في القطاع الحدودي»، لكنه أضاف أن اعضاءه «لم يعودوا للتمركز في مواقع ولا يتجولون ببزات عسكرية وبأسلحتهم على طول الحدود لاننا لن نسمح بذلك».
ورأى فريدمان أن الرد الاسرائيلي «أوضح قواعد اللعبة» وعبّر عن امله في أن يكونوا «في الطرف المقابل قد فهموا ذلك». وأضاف أنه ليس لدى الجيش الإسرائيلي «رغبة بالدخول في مواجهة أو البدء بحرب على الجيش اللبناني، وفي الوقت نفسه عدم الجلوس مكتوف الأيدي عندما يطلقون النار باتجاه جنود الجيش الإسرائيلي». وأوضح «اننا قادرون على القيام بأكثر من الرد الموضعي»، مشدداً على أن على الطرف اللبناني أن يدرك «أن أي محاولة لتعريض جنودنا للخطر في المستقبل، ستواجه بقسوة». وقال إن اللبنانيين «حاولوا عرض العضلات». الا ان الامر الأكثر اهمية بنظره هو «أن نكون حازمين بما فيه الكفاية».
وكشف فريدمان أن الجيش الاسرائيلي «يتحرك في وضح النهار، وفي الفترة الاخيرة نفذنا أربع عمليات أو خمساً مشابهة لتلك التي جرت الاربعاء وراء السياج الامني، لكن في الاراضي الاسرائيلية».
وفي السياق نفسه، كشف ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية أن «قواعد اللعبة تغيرت». وأضاف «من مصلحتنا المحافظة على الهدوء على طول الحدود، لكن أمن مواطني دولة إسرائيل وجنود الجيش الاسرائيلي فوق كل اعتبار». وكشف عن أن جهات في الجيش الاسرائيلي بعثت برسالة تهدئة الى الجيش اللبناني عبر اليونيفيل تفيد بأنه ليس في نيتها تجاوز الخط الأزرق، بل تنفيذ عملية دفاعية فقط.
ورأى وزير البنى التحتية، بنيامين بن اليعازر، «ان على اسرائيل الاستعداد لنزاع مسلح جديد خلال 2007 مع حزب الله». وأضاف «اني من الذين يعتقدون انه من الآن وحتى نهاية العام سندخل في نزاع جديد ويجب الاستعداد له، حتى وإن كنا لا نتمنى حصوله».
وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه، إن «الشيء المهم بالنسبة لنا هو أن سياستنا واضحة للجميع. ونحن لا نزمع على تجاهل أي عمل عدواني أو استفزاز. وضع متفجرات داخل الاراضي الاسرائيلية هو استفزاز»، فيما أفاد وزير الامن الداخلي افي ديختر بأنه لا يتوقع تصعيداً عسكرياً، وأن «سيناريو من هذا النوع لا يخدم مصلحة اي من الاطراف».
وكانت قوات اسرائيلية قد تجاوزت الشريط الحدودي بناء على تعليمات صدرت عن قائد المنطقة الشمالية غادي ايزنكوت، وقامت بعمليات تمشيط وتجريف وتسوية في المنطقة التي قالت إنها اكتشفت فيها عدداً من العبوات الناسفة قبل أيام. وتخلل العملية تبادل إطلاق نار بين الجانبين.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه «رغم الرسائل المطمئنة للجيش اللبناني في مرحلة الإعداد للعملية، وصلت منهم رسائل تهديد عن طريق القوات الدولية توضح أن الجيش اللبناني سيطلق النار على القوات الإسرائيلية إذا اقتربت من الخط الحدودي».