في عام 1999، قام الوقف الإسلامي المسؤول عن الأماكن المقدسة في القدس الشرقية بإنشاء مخرج طوارئ للجامع المرواني نزولً عند طلب قوات الشرطة الإسرائلية. وجرى العمل بهذا الحفرية من دون إشراف أي عالم آثار فلسطيني أو عربي، لا بل رمت الأوقاف الأتربة المستخرجة من الأرض في وادي الجز الواقع قرب القدس، فأطلقت الجمعيات الإسرائيلية المتطرفة سلسلة احتجاجات عالمية متهمة المسلمين بتدمير هيكل سليمان. حتى إنها ذهبت أبعد من ذلك، فبدأت، ولا تزال، نخل التراب المستخرج من الموقع للعثور على الإثباتات «وإنقاذ ما يمكن انقاذه من هيكل سليمان». ويشارك في عملية النخل هذه المئات من المستوطنين وحتى تلامذة المدارس. وأنشئ موقع إلكتروني لتغطية الحدث، فلاقت المهمة رواجاً كبيراً في الغرب، وخصوصاً أنها تكللت ببعض اللقى الأثرية، وهو أمر محتّم، فلا يمكن أن يخلو موقع تاريخي بأهمية الاقصى من الاثار.
لكن، رغم كل الدعاية، لم يجد هؤلاء «المنقذون» أي إثبات حسي عن الهيكل، لكنهم عثروا أخيراً على ختم موقّع عليه باسم عائلة كهنة من اليهود كانوا قد ذُكروا في العهد القديم. والجدير بالذكر انه ليس للقطع المكتشفة أي قيمة علمية، إذ إنه لا إثبات بأنها وُجدت في الأتربة، وخصوصاً أن الشرطة الاسرائلية أوقفت عام 2000 عالم آثار بعد محاضرة له في جامعة تل أبيب عن «مكتشفات هيكل سليمان»، إذ ثبت أن القطع المعروضة كمكتشفات هي مسروقة من مواقع أثرية أخرى.
(الأخبار)