مهدي السيد
تترقب الأوساط الإسرائيلية باهتمام كبير اللقاء الثلاثي المزمع عقده في القدس المحتلة يوم الاثنين المقبل، بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، وذلك على رغم أن جميع التوقعات والمعطيات تشير إلى فشل هذا الاجتماع في ظل الموضوعية والذاتية لكل ضلع من أضلاع المثلث الأميركي ــ الإسرائيلي ــ الفلسطيني.
وتعليقاً على هذا اللقاء، قال نداف أيال، في صحيفة «معاريف»، إنه «لا توجد أجواء قمة، حتى إن محاولة إشاعة أجواء احتفالية محكومة بالفشل، ذلك أن اللقاء الثلاثي هو لقاء الزعماء الضعفاء، الآتين من أنظمة حكم متداعية مع استطلاعات رأي لا تبشّر بالخير. فهذه ليست قمة أمل، إنها قمة اليائسين».
وبحسب أيال، فإن «التوجه الرئيسي عند التحضير لهذه القمة كان يشير إلى محاولة التوصل إلى خطة واضحة تُعلن خلال القمة، تتضمن مفاوضات على التسوية الدائمة بشكل هادئ تماماً. لكن يبدو أن رياح الوفاق الفلسطيني جرت بما لا تشتهي سفن الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، حيث أدى اتفاق مكة إلى انهيار الخطط الأميركية والإسرائيلية، فبدلاً من أن يقوم أبو مازن بالالتفاف على حماس، وبناء محور سياسي وإثبات شأنيته وسحب البساط من تحت أقدام سيطرة هنية في الشارع الفلسطيني، بدلاً من ذلك، حصل أولمرت ورايس على حكومة فلسطينية لن تكون مستعدة للقول علانية إنها تعترف بإسرائيل، فضلاً عن أنها ستحصل على مليار دولار من السعودية».
وعن الأهداف الإسرائيلية والأميركية من اللقاء، يشير أيال إلى أن الهدف الأول سيكون دفع أبو مازن إلى تقديم توضيحات للاتفاقات مع حماس، مثل قدرة أبو مازن على عرض اتفاق التسوية الدائمة على الاستفتاء الشعبي في الشارع الفلسطيني في ظل وجود حكومة الوحدة الفلسطينية. ويضيف أيال أن «الإسرائيليين يعقدون هذا اللقاء على رغم خيبة أملهم مما جرى في مكة».
بدوره، علّق أفي يشسخروف، في «هآرتس»، على القمة الثلاثية المرتقبة، معتبراً إياها «قمة الخوف». وقال إنه «بالنسبة إلى أبو مازن، لا تتلخص المشاكل في السجال في هدف القمة، إذا حصلت أصلاً. ذلك أن اللقاء السابق بين أبو مازن وأولمرت أدى إلى حصول صدمة سياسية كبيرة بالنسبة إلى عباس». وأضاف يسشخروف أن «صدمة اللقاء السابق قد تدفع أبو مازن إلى المجيء إلى القمة الثلاثية وهو يتمتع بمزاج أكثر كفاحية».
وبحسب يسشخروف، «حتى لو فشلت القمة، فيمكن حماس أن تكون راضية، ذلك أن حماس، كما فتح، تستعد لإمكانية انتهاء إجراءات تأليف حكومة الوحدة بالفشل، وتجدد المواجهات العنيفة». ويرى يسشخروف أن «قمة من دون نتائج ستساعد فقط حماس على حشد مزيد من التأييد».
في السياق عينه، رأى ألوف بن في صحيفة «هآرتس» أن القمة الثلاثية «لن تثمر أي شيء، لا مفاوضات ولا تسوية سياسية ولا تسهيلات للفلسطينيين أيضاً».
وأضاف أن في إمكان «أولمرت التمتع بالتجديد في اللقاء المشترك مع رايس وعباس، أو بالضيافة في فندق في القدس بدلاً من شاطئ البحر الأحمر، ولكن ماذا سيشعر أبو مازن الذي يتنقل منذ سنوات من قمة إلى قمة، ويسمع مرة أخرى الشعارات في شأن بدء المفاوضات ومستقبل أفضل؟».