strong>محمد بدير
بعد يوم من النقاش الصاخب الذي شهدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في شأن مستوى القدرات العسكرية التي تمكّن حزب الله من استعادتها عقب عدوان تموز، أطل نائب رئيس الوزراء، شمعون بيريز، ليطلق مواقف متناغمة مع شريكه الحكومي، وزير الدفاع عامير بيرتس، مناقضاً التقديرات الاستخبارية المهنية بهذا الشأن، التي كان قد عبّر عنها رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، يوسي بيديتس، قبل أن يرغمه بيرتس على التراجع عنها خلال النقاش.
وفي خطوة ذات دلالة، اختار بيريز الحدود الشمالية منبراً لإطلاق مواقفه، التي عُدّت رسائل طمأنة للجمهور الإسرائيلي في ظل تجدد الحديث عن جدوى وفاعلية ما اعتبرته الحكومة إنجازات الحرب في حينه.
ودعا بيريز الإسرائيليين إلى عدم الهلع. وقال «إن وجود السلاح في يد حزب الله، لا يعني أنه يملك القوة، ولذلك لا أرى أي مبرر للهستيريا، فالضربة التي تلقاها حزب الله في الحرب ما زالت طازجة».
وأضاف بيريز، معقباً على ما قاله بيديتس في الكنيست أول من أمس في شأن تعزيز حزب الله لقدراته مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، «أعتقد ان مخزون السلاح عاد كما كان، إلا أن الأسلحة ليست المشكلة بحد ذاتها، بل استخدامها».
وتابع بيريز «إن حزب الله لم يستعد كل قوته كما كانت في الصيف الماضي، وكل ما نشاهده هو محاولات من جانب (الأمين العام للحزب السيد حسن) نصر الله للاستخفاف بالأمم المتحدة وقراراتها».
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن بيريز اطّلع خلال جولته، التي رافقه فيها قائد المنطقة الشمالية الجنرال غادي آيزنكوت، على مواد استخبارية تظهر أن تهريب السلاح يتم بشكل أسبوعي ليلاً من سوريا إلى لبنان، ومن ثم إلى الجنوب.
وتعليقاً على ذلك، قال بيريز إن «على قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني أن توقف هذا الأمر، وبرأينا، فإن الجهود التي بذلت ليست كافية». لكنه برغم ذلك رأى أن «على نصر الله نفسه، الذي قال إنه لو كان يعلم كيفية الرد الإسرائيلي لما كان بدأ الحرب، أن يعلم أن يونيفيل الماضي ليست يونيفيل عام 2007، وهي اليوم أكثر فعالية بكثير».
وختم بيريز بتحريض اللبنانيين على حزب الله قائلاً «إنها كارثة بالنسبة إلى لبنان، وعليهم (اللبنانيين) أن يكونوا قلقين من تهديد حزب الله لاستقلالهم، لأنه إذا تحلل من الضبط سيدمر لبنان». ورداً على سؤال عن الأعلام الصفراء التابعة لحزب الله على امتداد الحدود، قال بيريز إنها «أعلام سياسية ولا تدل على وجود عناصر تابعين للحزب على السياج، والجيش لن يوافق على سياسة بناء الجيوب وراء الحدود بأي شكل من الأشكال».