محمد بدير
تستمع الحكومة الإسرائيلية في جلستها يوم غد الأحد الى التقدير الاستخباري السنوي للعام 2007، الذي كان قد عرض على رئيس الوزراء إيهود أولمرت قبل ثلاثة أسابيع. وحسبما تسرّب إلى وسائل الإعلام عن هذا التقدير، فإن احتمالات اندلاع حرب في العام 2007 منخفضة نسبياً. غير أن اللافت في هذا المجال كان ما نشرته «يديعوت أحرونوت» لجهة قولها إن «الشر سيأتي من الجنوب»
، في إشارة إلى أن التقدير يفيد بأن الجبهة في مقابل قطاع غزة هي المرشحة لسخونة متوقعة، وليست الجبهة في مقابل سوريا كما ساد الاعتقاد.
وبحسب «يديعوت»، فإن العين مفتوحة على قطاع غزة، حيث يقول مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية إنه رغم وقف النار، لا تتوقف المنظمات الفلسطينية عن الاستعداد الجيد في كل ما يتعلق بعملية بناء القوة وتعاظمها. وبالتالي، فإن أي حدث شاذ من شأنه، بحسب المسؤولين الأمنيين، أن يؤدي إلى تصعيد نشاط المنظمات الفلسطينية واشتعال المنطقة.
وبالنسبة لقطاع غزة، يشيرون في المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية إلى وجود مسارين: الأول، تعاظم قوة المنظمات الفلسطينية لجهة الوسائل القتالية؛ والثاني، محاولة حركة «حماس» العمل وفق أساليب حزب الله.
وتنقل الصحيفة عن محافل في المؤسسة الأمينة قولها إن المنظمات الفلسطينية لا تقوم بجمع السلاح والمعرفة القتالية عبثاً، وإنه يتعين الافتراض أنه في مرحلة معينة سيتم استخدام الوسائل القتالية ضد إسرائيل وهو ما يتعين الاهتمام به.
وفي المجال السوري، لا تتوقع المؤسسة الأمنية، بحسب «يديعوت»، حصول مواجهة في هذه المرحلة بين إسرائيل وسوريا. ومع ذلك، تضيف الصحيفة، ثمة خشية من أن الإيرانيين، الذين يواصلون جهودهم المتزايدة لامتلاك قدرة نووية كاملة، سيحاولون تسخين المنطقة، ولا سيما بواسطة حزب الله والمنظمات الفلسطينية التي تعمل داخل إسرائيل. وفي المقابل، يتواصل متابعة ما يحصل في جنوب لبنان.
تجدر الإشارة إلى أن الخطة الأصلية كانت تقضي بطرح التقدير الاستخباري على المجلس الوزاري المصغر فقط، لكن أولمرت قرر عرضه أمام كل الحكومة بكامل هيئتها. وهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها هذا التقدير في محفل بهذا القدر من الاتساع. ومع ذلك، فإن الوزراء سيتلقّون صيغة جزئية، «مبيضة»، تتضمن قدراً أكبر من التقديرات وقدراً أقل من المعلومات السرية. وسيعرض التقدير رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، عاموس يدلين، ورئيس الموساد مئير دغان، ورئيس الشاباك يوفال ديسكن، ورئيس مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية نمرود بركان، ورئيس مجلس الأمن الوطني إيلان مرزاحي ومندوب عن شرطة إسرائيل. ويحلل التقدير الاستخباري السياقات المركزية المتوقعة في الشرق الأوسط في السنة القريبة المقبلة، في ظل التركيز على المواجهة بين محور الدول المعتدلة والمحور الراديكالي وآثارها على إسرائيل. وسيحذّر المستعرضون، بحسب «يديعوت»، من سباق التسلح السوري وتعاظم قوى حزب الله، وسيحللون ـــ كل برؤيته ـــ إشارات السلام من الرئيس السوري بشار الأسد والتصميم السوري على حل عسكري في ظل غياب حل سياسي.
كما سيقدم المستعرضون التقدير الاستخباري بالنسبة لقرب إيران من اجتياز السقف التكنولوجي لتخصيب اليورانيوم على مستوى عالٍ، الأمر اللازم لإنتاج السلاح النووي، والدور المتعاظم لإيران في ما يجري في المناطق الفلسطينية وفي لبنان.