محمد بدير
شنت إسرائيل أمس هجوماً عنيفاً على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، متهمة إياه بمساعدة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والمساهمة في «لعبة إيران» النووية.
وقال وزير التهديدات الاستراتيجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن «تصرفات البرادعي تثير الكثير من علامات الاستفهام إزاء نيته الشخصية، وإزاء رغبته الحقيقية في مواجهة سباق التسلح الإيراني».
وأضاف ليبرمان، الذي يرأس «الهيئة الإيرانية» في الحكومة الإسرائيلية، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن البرادعي «لم يُثبت حتى الآن أي قدرة في أي موضوع أو في أي حالة، بل إنه لم يسجل أي قدرة في الحالات التي نجحت الأسرة الدولية بوقف مشاريع نووية، مثل كوريا الشمالية وليبيا. ومن هنا يجب علينا أن نوجه إليه الانتقادات».
بدوره، قال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أهارون أبراموفيتش، إن «الوكالة تعمل كجهة معوّقة، ومواقفها تشكل ذريعة لسياسة الامتناع (لدى بعض الدول) عن الانضمام إلى المساعي الدولية».
ورأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تصريحات أبراموفيتش تعكس تحولاً في الموقف الإسرائيلي تجاه الوكالة الدولية، ويتجلى هذا التحول «بمهاجمة البرادعي بعد أن توصلت القيادة السياسية إلى استنتاج يفيد بأنه يشكل اليوم عقبة رئيسية أمام تشديد العقوبات». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن «البرادعي يتجول وكأنه لا حاجة إلى إنقاذ العالم من الحرب، ويرى أن دوره يقتصر على منع المواجهة مع إيران. وعليه، فقد أخذ على عاتقه دوراً سياسياً يتمثل في تجميل الواقع وإنقاذ الإيرانيين من عقوبات حادة».
وأشارت الصحيفة إلى وجود قلق لدى تل أبيب من الضغط الذي يمارسه البرادعي لاستمرار الحوار مع إيران. ونقلت عن مصدر سياسي قوله «إن التقرير المرتقب للوكالة الدولية خطير جداً ويرسم صورة مقلقة تستوعب علاجاً عاجلاً من مجلس الأمن. نحن نعرف أن البرادعي يعتزم التحذير من تحطيم الأواني مع إيران وسيدعو لمنح الوكالة المزيد من الزمن حتى وإن لم يكن هناك تعاون مع الإيرانيين. وهو يبث للعالم إحساساً وكأنه يوجد تعاون كهذا، وهذا ليس هو الوضع. نعتقد أنه ليس من دور الوكالة إعطاء تفسيرات سياسية لهذه الأمور».