strong>الاعتراف بيهوديّة الدولة شرط للمضيّ قدماً
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أن نقطة الانطلاق لأي مفاوضات مع الفلسطينيين في أعقاب مؤتمر أنابوليس ستكون الاعتراف بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، مشدداً من ناحية أخرى على أن نقطة النهاية في المفاوضات يجب أن تكون «نهاية الصراع والمطالبات» الفلسطينية.
كما كشف أولمرت عن نيته إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين في بادرة حسنة قبل انعقاد المؤتمر، الذي قال مصدر إسرائيلي إنه تقرر في 26 من الشهر الجاري، مشيراً إلى تبني مخطط جديد للتفاوض مع الجانب الفلسطيني لا يرى أن تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق شرط مسبق لاستئناف المفاوضات معهم.
كذلك، أعرب أولمرت عن استعداده للتفاوض من دون شروط مسبقة مع سوريا، ملمحاً إلى وجود حراك سياسي تجاههم عبر الإشارة إلى أنه من النوع الذي «يفعل ولا يتكلم».
وفي عرض سياسي شامل قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، قال أولمرت إن «إسرائيل لن تجري أية مفاوضات حول كونها دولة الشعب اليهودي»، معلناً أن هذا الأمر يشكل «نقطة الانطلاق لأية مفاوضات».
وأشار أولمرت إلى أنّ هذه المسألة أُوضِحت للفلسطينيين والأميركيين، معرباً عن اقتناعه بأن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس حكومته، سلام فياض، ملتزمان الاتفاقيات، ويرغبان بصنع السلام مع إسرائيل دولةً يهودية، وأنهما «الزعيمان الوحيدان بين الفلسطينيين اللذان يمكن إجراء مفاوضات معهما».
وبوضعه هذا الشرط المسبق أمام استمرار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، يكون أولمرت قد وافق على موقف وزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني اللذين طالبا بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل «دولةً يهودية» من أجل تعزيز موقف إسرائيل الرافض لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى تخومها.
ورداً على انتقادات وجهتها له أخيراً جهات يمينية تتهمه بالتنازل عن المرحلة الأولى من خريطة الطريق التي تطالب الفلسطينيين بالقضاء على «الإرهاب»، قال أولمرت إن هناك «مخططاً جديداً» للتفاوض، موضحاً أن «الموقف الكلاسيكي يقضي بعدم تنفيذ خريطة الطريق من دون المرحلة الأولى، وقد توصلت إلى نتيجة أنه يمكننا إجراء تغيير في الموقف الكلاسيكي»، مشيراً إلى أن السبب وراء تغيير رأيه هو اقتناعه بأن الظروف الدولية والإقليمية والفورية هي أفضل بما لا يقارن مما قد تكون عليه بعد سنتين أو ثلاث سنوات. وتابع أنه لا يعتقد أن السلطة الفلسطينية تستطيع أن تستمر لمدة طويلة من دون أفق سياسي.
وأوضح أولمرت أن المفاوضات ستجري من دون تطبيق المرحلة الأولى من خريطة الطريق، لكن إسرائيل لن تضطر إلى تنفيذ أي شيء قبل تطبيق هذه المرحلة. وأضاف أن هناك اتفاقاً قاطعاً بأن الاتفاق، كله، يكون مرتبطاً بتنفيذ خريطة الطريق بكل مراحلها.
ورفض رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ما وصفه بالمطلب الإسرائيلي الجديد المتمثل باعتراف الفلسطينيين لدى انطلاق المفاوضات الثنائية بإسرائيل بأنها دولة يهودية. وقال، في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية، إنه «لا توجد أي دولة تستند في هويتها الوطنية إلى دينها»، مشيراً بالتالي إلى أن «الاعتراف بإسرائيل سيقوم على ثلاثة مكوّنات، هي السلطة والشعب والحدود».
وتعليقاً على الأنباء بشأن نية إسرائيل الإفراج عن 400 أسير فلسطيني قبل مؤتمر أنابوليس، قال عريقات إن «الفلسطينيين يرحبون بأي إفراج لأسراهم، لكنهم يريدون تعهداً خطياً بالإفراج عن كل المعتقلين عند توقيع معاهدة السلام». وأضاف: «إننا أكدنا للجانب الأميركي والإسرائيلي أنه إذا ما توصلنا إلى معاهدة سلام، فعند توقيع هذه المعاهدة سيكون هناك نص حرفي يقول تفرج إسرائيل عن جميع المعتقلين لديها عند توقيع المعاهدة، ليس بعد التنفيذ، بل عند التوقيع».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت أمس أن طاقم المفاوضات الفلسطيني برئاسة أحمد قريع (أبو العلاء) رفض خلال المفاوضات في الأسابيع الماضية شمل اعتراف الجانب الفلسطيني بإسرائيل على أنها «دولة يهودية» في «البيان المشترك» الذي يعتزم الجانبان طرحه في مؤتمر أنابوليس.
وقال قريع، لـ«هآرتس»، إن «هناك أزمة كبيرة» في المفاوضات وإنه ليس متفائلاً حيال إمكان التوصل لصيغة بيان مشترك قبل انعقاد المؤتمر.
وفي ما يتعلق بالمسار السوري، قال أولمرت إنه «مستعد لمفاوضات من دون شروط مسبقة، وآمل أن يوقف السوريون في نهاية المحادثات معهم النشاط الإرهابي ويخرجوا من محور الشر، ولا أعتقد أن هناك إسرائيلياً واحداً مسؤولاً لا يريد ذلك». وأضاف: «هناك كثيرون يتكلمون ولا يفعلون، وهناك من يفعلون ولا يجب علي أن أعطي تقريراً عن كل ما أفعله».
وتابع أن الوضع مع سوريا «يتجه نحو الهدوء» بعد فترة من التوتر، مشيراً إلى أن «ضبط النفس ولجم الذات الذي أبدته إسرائيل في الأشهر الأخيرة ساعد السوريين على الاقتناع بأنه ليس لدينا رغبة بحرب معهم، وآمل أن تستمر الأجواء بالهدوء».
وقال أولمرت: «آمل كثيراً أن تحضر سوريا إلى أنابوليس»، مشيراً إلى أن «الموضوع الوحيد الذي سيُبحث هناك هو المسألة الفلسطينية». وأضاف أن «كل دولة عربية ستحضر لمنح دعم للعملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين هو أمر هام وسيسرني أن أرى هناك دولاً مثل السعودية وإندونيسيا والإمارات».
(الأخبار، يو بي آي)