القدس المحتلة ــ أحمد شاكر
رايس إلى المنطقة الأسبوع المقبل وأنباء عن تأجيل المؤتمر الدولي إلى نهاية تشرين الثاني


اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس على بدء مفاوضات بين الجانبين اعتباراً من الأسبوع المقبل بغية التوصل إلى وثيقة مشتركة حول القضايا الرئيسية لعرضها على الاجتماع الدولي المقرر منتصف تشرين الثاني المقبل، وسط أنباء إسرائيلية عن اعتزام الإدارة الأميركية تأجيله إلى نهاية الشهر نفسه بانتظار تبلور وثيقة فلسطينية ـــــ إسرائيلية، ستأتي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأسبوع المقبل إلى المنطقة لتسريع إنجازها.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن اللقاء السادس بين عباس واولمرت، الذي عُقد في القدس المحتلة بمشاركة طواقم مفاوضات فلسطينية وإسرائيلية، «يعدّ نقطة الانطلاق نحو كتابة ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين»، وسط خلافات حادة تتركز في البيان نفسه الذي يريد أولمرت أن يكون مقتضباً بينما يريده عباس وثيقة مفصلة مع جدول زمني ومراقبة دولية لتنفيذ الاتفاق والزام إسرائيل بذلك.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في مؤتمر صحافي مقتضب في رام الله، «إن عباس واولمرت اجتمعا مع وفديهما بشكل مشترك، وأعطيا تعليماتهما للبدء بمفاوضات اعتباراً من الأسبوع المقبل للتوصل الى وثيقة مشتركة حول القضايا الرئيسية لعرضها على المؤتمر الدولي». وأشار إلى أن «مؤتمر الخريف سيفضي إلى انطلاق مفاوضات شاملة على أساس خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية، ورؤية الرئيس (الأميركي جورج) بوش، وقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن السلام العادل على المسارات كلها».
وأعلن عريقات أسماء أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض وهم: «أحمد قريع رئيساً لطاقم مفاوضات الوضع النهائي، وياسر عبد ربه، وسعدي الكرنز، وصائب عريقات منسقاً لعمل طواقم المفاوضات. وسيكون ضمن الوفد عدد من الخبراء والمحامين من وحدة دعم المفاوضات». وأضاف إن «قضية وضع جداول زمنية ستبحث في وقت لاحق»، معرباً عن اعتقاده «بأن ذلك سيُترك لكي يقرره المؤتمر».
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي إن اولمرت رفض، خلال اللقاء، دعوة عباس إلى وضع جدول زمني محدد لحل قضايا الوضع النهائي، بما في ذلك الحدود ومصير القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقال «بعد المؤتمر، سيبدآن التفاوض على اتفاق نهائي لكن من دون جدول زمني».
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجانبين اتفقا على أن يكون مؤتمر ميريلاند «محطة في سياق عملية التفاوض لا هدف العملية». ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر في مكتب أولمرت قوله في أعقاب اللقاء إن «الجدول الزمني لا يتيح التوصل إلى اتفاقية حل دائم. ولا إمكان لإجراء بحث معمّق في كل القضايا الرئيسية، ولذلك فإن المؤتمر سيكون حلقة في مسار، والهدف هو التوصل إلى إعلان مشترك عام مقبول على الطرفين، لا اتفاقية حل دائم».
وأشار موقع «يديعوت»، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، إلى أن الرئيس الفلسطيني استجاب خلال اجتماعته لمطلبين إسرائيليين رئيسيين: الأول، هو أن يصدر عن مؤتمر أنابوليس إعلان مشترك يوضح أن المؤتمر محطة في الطريق إلى اتفاقية حل دائم، لا غاية بحد ذاته. والثاني، تراجعه عن موقفه الداعي إلى إعداد مسودة اتفاقية حل دائم خلال ستة أشهر، وبالتالي عدم تقييد المفاوضات التي ستبدأ بعد المؤتمر بأي سقف زمني.
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن رايس ستزور إسرائيل والمناطق الفلسطينية في الأسبوع المقبل في جهود مكوكية تسبق مؤتمر السلام، إلا أنه لم يعلن موعداً محدّداً.
وقال ماكورماك، لدى سؤاله عما إذا كانت رايس تسعى إلى استكمال صياغة الوثيقة خلال زيارتها الأسبوع المقبل، «لقد بدأ العمل في الصياغة بالفعل لكن العمل الشاق لم يبدأ بعد. سنرى».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الإدارة الأميركية تدرس إرجاء عقد اللقاء الدولي حتى نهاية شهر تشرين الثاني المقبل على الأقل، بسبب الفجوات الجوهرية بين المواقف الإسرائيلية والفلسطينية، ولمنح الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مزيداً من الوقت لمحاولة جسر الهوة بين المواقف المتباعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة فجوات كبيرة في المواقف الأولية للطرفين، وأن الخلاف بينهما يطال جوهر الإعلان المشترك المتوقع ومضمونه. ونقلت عن مصادر فلسطينية قولها إن المطالب الأساسية التي سيطرحها عباس لصياغة الإعلان ستركز على نقاط عديدة، أولها المستوطنات. وقالت المصادر، التي لم تسمها الصحيفة، إن عباس سيطالب بأن تعلن إسرائيل تجميداً فورياً لأنشطة بناء المستوطنات، وأن تخلي سريعاً النقاط والمستوطنات داخل حدود عام 1967.
كما سيطالب عباس بأن يتضمن الإعلان بنداً يحدّد ترسيم الحدود المستقبلية لدولة فلسطينية وفقاً لحدود عام 1967، وأن يكون تبادل الأراضي محدوداً بما يراوح بين 2 و3 في المئة من الضفة الغربية بهدف ضمان سلامة أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية ومنع تقسيم الضفة إلى كانتونات تحيط بها المستوطنات، وأن تكون الأراضي التي سيجري تبادلها متساوية من حيث الجودة والمساحة.
وأشارت المصادر إلى أن عباس سيطالب بتوفير «ممر آمن» بحيث يتضمن الإعلان أن الدولة الفلسطينية يجب أن يكون لديها منطقة ذات سيادة تستخدم للعبور بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي ما يتعلق بوضع القدس، سيطالب عباس بأن تكون القدس الشرقية شاملة البلدة القديمة عاصمة للدولة الفلسطينية وتحت السيادة الفلسطينية الكاملة. وأشارت المصادر إلى أن عباس سيطالب بأن تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم.
وقالت «هآرتس» إن العديد من مطالب عباس غير مقبولة بالنسبة إلى إسرائيل، وإن الفجوات والخلافات الكبيرة في مواقف الجانبين ستجعل المفاوضات صعبة ومعقّدة.

مؤتمر الخريف سيفضي إلى انطلاق مفاوضات شاملة على أساس خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية، ورؤية الرئيس بوش، وقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن السلام العادل على المسارات كلها. وقضية وضع جداول زمنية ستبحث في وقت لاحق وستترك للمؤتمر كي يقرره