علي حيدر
قدَّر رئيس المنظمة التي تعني بالمهاجرين الروس إلى إسرائيل، «نتيف»، يعقوب كدمي أن «الضرر الذي تراكم في الموضوع الإيراني في ظل غياب حوار حقيقي مع روسيا لا يُصحح». وتعليقاً على رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تصعيد العقوبات على إيران بسبب عدم وجود ما يكفي من الأدلة بأن إيران تحاول الحصول على أسلحة نووية، قال إن «في إسرائيل سياسيين، مثل نتنياهو، اعتقدوا أن من الممكن الضغط على الروس عبر الأميركيين. ولم يفهموا على ما يبدو أن لروسيا مصالحها الخاصة». وأشار إلى أنه «في السنوات الأخيرة تغير مفهوم العلاقات مع روسيا، لكن ما ارتكبناه من أخطاء قد ارتكبناه».
ويعتقد كدمي، المعروف بخبرته بالسياسة الروسية، أنه على الرغم من التصريحات، فإنهم في روسيا لا يثيرهم المشروع النووي الإيراني. وأكد على «أنه لا أحد في روسيا ينوي التضحية بالإيديولوجية والمصالح من أجل دولة أخرى مثل إسرائيل». ورأى أنه يوجد ثلاثة تهديدات نووية استراتيجية للروس، أميركا والصين وأوروبا، فيما «لا يقف النووي الإيراني على رأس اهتمامات الروس، والنووي في طهران لن يكون بالنسبة للروس نهاية العالم».
ويعتقد كدمي أنه في الوضع الحالي ليس لدى روسيا مصلحة في إضعاف قوة إيران، خصوصاً أن وقوف هذه في مواجهة الولايات المتحدة «يخدم المصلحة الروسية في إضعاف النفوذ الأميركي». وقال إن «الروس يعتقدون بأن زمن الأحادية القطبية في العالم آخذ بالانتهاء ولا تستطيع الولايات المتحدة إملاء سياستها التي ترغب فيها».
ويعارض كدمي التقديرات التي تتحدّث عن أن الروس يفضّلون «دحرجة حبة البطاطا الساخنة» إلى أبواب الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب الربح الذي تجنيه روسيا من بيع منظومات دفاعية للإيرانيين. ويقول «إن هذه الادعاءات بأن الأميركيين يستطيعون ربما مهاجمة إيران وإخضاعها من دون مشكلة تفتقر إلى الأساس وغير جدّية».
وينقل كدمي عن الروس تأكيدهم أن «إسرائيل غير قادرة على تحييد التهديد النووي الإيراني وحدها». ويعتقد أن روسيا ستواصل مشاركتها في مسيرة تطوير المشروع النووي الإيراني، مع محاولة إبقاء السيطرة بيديها بأقصى ما تستطيع. ويقدّر الروس أن الأوروبيين في نهاية الأمر لن يتوصلوا إلى اتخاذ قرار بتصعيد العقوبات على إيران ولن يجنّدوا الصينيين لذلك. ومن هنا لا سبب يفرض عليهم هدر الاعتماد الإيراني.