رغم النفي السوري والرفض الإسرائيلي للإفصاح عن هدف الغارة على الأراضي السورية في السادس من أيلول الماضي، عادت التكهنات الصحافية بشأن الهدف الإسرائيلي المفترض، فأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن الهدف كان مفاعلاً نووياً قيد الإنشاء، وهو ما رفضت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تأكيده أو نفيه. وقالت «نيويورك تايمز» أمس إن الغارة الجوية الإسرائيلية على سوريا «استهدفت موقعاً، يعتقد محللون أميركيون وإسرائيليون، أنه مفاعل نووي تحت الإنشاء مبني على طراز مفاعل نووي أقامته كوريا الشمالية لصنع مخزونها من وقود الأسلحة النووية».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأجانب قولهم إن «وصف الموقع الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية من الأمور الغامضة التي لم يكشف عنها. وقد يوحي ذلك أن إسرائيل تريد أن تظهر قدرتها على اكتشاف حتى مشروع مفاعل نووي تحت الإنشاء في دولة مجاورة».
وقال مسؤولون أميركيون إن المفاعل السوري الذي كان قيد البناء تم رصده في وقت سابق من العام الجاري في صور الأقمار الصناعية. وأشار المسؤولون أيضاً إلى أن إسرائيل لفتت أنظار المسؤولين الأميركيين إلى تلك المنشأة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأجانب قولهم إن «المنشأة التي يعتقد أن إسرائيل قصفتها في سوريا كانت في مراحل الإنشاء الأولى. وأنه كانت لا تزال هناك سنوات حتى يستطيع السوريون إنتاج الوقود النووي الذي يمكن تحويله إلى البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة النووية، وذلك بعد مروره بخطوات إضافية عديدة».
وأشارت الصحيفة إلى أن «هناك الكثير من التفاصيل غير المعروفة مثل مدى التقدّم الذي حققته سوريا في إنشاء هذا المفاعل قبل الغارة، وما هي المساعدات التي قدمتها لها كوريا الشمالية، وما إذا كانت سوريا تستطيع أن تزعم أن المفاعل كان يهدف إلى إنتاج الطاقة الكهربائية». وشدّدت على أن «المعلومات الخاصة بهذه الغارة أحاطها جدار غير مسبوق من السرية في واشنطن وإسرائيل واقتصرت معرفتها على عدد محدود من المسؤولين، وتم منع الصحافة الإسرائيلية من نشر أي معلومات جديدة عن الهجوم».
غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤول اسرائيلي بارز قوله إن الهجوم يهدف إلى «اعادة تأكيد صدقية قدرتنا على الردع»، مشيراً إلى أن إسرائيل معنية بإرسال رسالة إلى السوريين بأنها لن تسمح ببرنامج للتسلح النووي في سوريا.
وأبلغ عدد من المسؤولين الأميركيين الصحيفة أن الضربة ربما كان الهدف منها أيضاً لفت انتباه إيران وبرنامجها النووي.
وقال مسؤولون أميركيون إن «إدارة بوش كانت منقسمة حينها بشأن الغارة الجوية ويرى بعض صناع السياسات أنها كانت سابقة لأوانها». وقالت الصحيفة إن الجدل داخل ادارة بوش بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على المفاعل بدأ في الصيف الماضي. وأضافت أن الإدارة الأميركية لم تعارض بالأساس الضربة الإسرائيلية، لكن وزيري الخارجية والدفاع كوندوليزا رايس وروبرت غيتس أعربا عن قلقهما من نتائج الضربة الاستباقية في ظل غياب تهديد فوري.
في هذا الوقت، رفضت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الإدلاء بأي تعليق بخصوص ما ذكرته «نيويورك تايمز». وقالت للصحافيين بعد وصولها إلى تل أبيب «إننا لا نعلق على أقوال الصحف».
(الأخبار، أ ب، رويترز، أ ف ب)