عائلة دويت لا تصدّق رواية اختفائه
أحاط الغموض بقضية الإسرائيلي الأثيوبي الأصل غبريئيل دويت، الذي أعيد رفاته أول من أمس في صفقة التبادل مع حزب الله، بعدما تشككت عائلته بالروايات التي نشرت، على خلفية بعض المعطيات التي تكشّفت، ولا سيما طول المدة التي تفصل بين تاريخ اختفائه وإعادة جثته، وكيفية التعرف على هويته من خلال أوراقه الثبوتية، إذ تفيد الرواية الرسمية بأنه قضى غرقاً قبل نحو ثلاث سنوات.
وتوقفت وسائل الإعلام المختلفة عند لغز اختفاء دويت، وظهوره، طارحة أسئلة عائلته، التي ترى أنه لا يعقل أن يتم العثور على بطاقة هويته وجواز سفره وهما جافان وموضوعان إلى جانب جثته بعد حوالى ثلاث سنوات. وتؤكد العائلة أنه «لا يمكننا أن نصدق أنه دخل إلى البحر وهو يحمل كل هذه الأوراق الثبوتية، وبقيت معه حتى وصول جثته إلى لبنان».
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العائلة لم تكن تعرف أن ابنها ميت، وكانت تعتقد أنه اختفى في حيفا. وقالت شقيقته «قبل أن تضيع آثاره في حيفا، قال غبريئيل بشكل واضح إنه ينوي العودة إلى البيت في بئر السبع». وخلصت إلى أنها مقتنعة بأن ظروف وفاته تختلف تماماً عن تلك التي يتم تداولها. ولمّحت عائلة دويت إلى عدم استبعادها أن يكون ابنها قد قضى في مهمة سرية. وتساءلت عن سبب إخفاء الحكومة الإسرائيلية طوال نصف سنة حقيقة كون جثة غبريئيل في لبنان، «ولم يهتم أحد بإبلاغنا، مع أنه لو طلب منا الحفاظ على السرية لكنا قمنا بذلك ولما كنا سنخبر أحداً».
وكان دويت قد شوهد آخر مرة في العشرين من شهر كانون الثاني عام 2005 في منطقة حيفا، وهو يبلغ من العمر 28 عاماً، وسبق له أن خدم في الجيش الإسرائيلي.
(الأخبار)

رواية المفاوضات... والتبادل

أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن الصفقة التي أنجزت أول من أمس تمت بلورتها على مدى الأشهر الأخيرة من قبل مسؤول ملف المفقودين والأسرى في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية، عوفر ديكيل.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وافق حزب الله على إبرام الصفقة كبادرة إنسانية بعدما تبين أن الأمر يتعلق بمواطن إسرائيلي عادي وصل إلى أيديه «بظروف مأسوية». وذكرت الصحيفة أنه بعد الاتفاق على الصفقة بوساطة مسؤول ألماني مكلف من الأمم المتحدة، طرحت للمصادقة عليها أمام المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل من دون علم باقي أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن المعلومات الأولية حول إمكان وجود جثة المستوطن إلياهو دويت لدى حزب الله وصلت إلى إسرائيل من لبنان قبل أشهر. وفقط بعدما حصلت تل أبيب على وثائق ثبوتية بشأن هوية دويت، قررت المضي في بلورة الصفقة. إلا أن إسرائيل اشترطت الحصول على معلومات حول جنودها المفقودين في لبنان لأجل إتمامها، وهو ما حصلت عليه وفقاً لما أكده بيان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أول من أمس.
وحول تنفيذ الصفقة، أشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي أغلق منطقة الناقورة أمام حركة المدنيين والسياح ووسائل الإعلام أثناء إتمام التبادل، في وقت كانت فيه الرقابة العسكرية تفرض حظراً شاملاً على نشر أي نبأ يتعلق بالأمر.
(الأخبار)