strong>محمد بدير
تأبط رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، الملف النووي الإيراني في طريقه إلى قرع أبواب باريس ولندن بغية تجنيدهما، في إطار الجهود الرامية إلى محاصرة طهران. وإذا كان الموضوع الفلسطيني لن يغيب فإنه سيحضر من باب خفض سقف التوقعات حيال مؤتمر أنابوليس، كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية

اجتمع إيهود أولمرت مع نيكولا ساركوزي، عصر أمس في قصر الإليزيه، في لقاء هو الأول بينهما منذ تولّي الرئيس الفرنسي لمنصبه في أيار الماضي، وتعهده بتصعيد الضغوط على إيران لوقف نشاطاتها النووية الحساسة. وكان أولمرت قد استبق جولته الأوروبية بالإشادة، خلال الجلسة الأخيرة للحكومة الإسرائيلية الأحد الماضي، «بالموقف القوي جداً لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة» من اقتراح تشديد العقوبات على طهران.
وأفادت تقارير صحافية عبرية بأن أولمرت سيعرض أمام مضيفيه الفرنسيين آخر المعلومات الاستخبارية الموجودة بحوزة إسرائيل في شأن تخصيب اليورانيوم في إيران، وسيطلب من باريس مواصلة أداء الدور المحوري الذي تقوم به الآن، لجهة ممارسة الضغوط على مجلس الأمن من أجل تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن ساركوزي عقد قبل أسابيع اجتماعاً في قصر الإليزيه، خصصه لبحث السياسة الفرنسية حيال الملف النووي الإيراني. وبحسب الصحيفة، شارك في الاجتماع مسؤولون كبار من وزارات عدة، إضافة إلى شخصيات استخبارية وأكاديمية. وأشارت الصحفية إلى أن المشاركين حاولوا تقدير مدى اقتراب إيران من إنتاج السلاح النووي، فاختلفت الآراء بين ثلاث وخمس سنوات.
وقالت «يديعوت» إن ساركوزي «المعروف بمزاجه العاصف، ضرب فجأة على الطاولة وقال بغضب: كل تقديراتكم هذه لا تعنيني. بالنسبة إليّ، علينا أن ننتهج سياسة ترى أن القنبلة الإيرانية ستكون جاهزة من الغد».
وأشارت الصحيفة إلى أن محافل دبلوماسية إسرائيلية تلقت تقريراً عن الاجتماع الذي أجراه ساركوزي، يفيد أن الأخير ينتهج وحيداً، ومن دون شركائه في الاتحاد الأوروبي، خطاً متصلِّباً للغاية ضد طهران. ويؤيد ضمن هذا الإطار مثلاً فرض عقوبات على المصارف الإيرانية من جانب الجهات المعنية في فرنسا.
بدورها، قالت صحيفة «معاريف» إن أولمرت «سيسمع من السلطات الفرنسية، وعلى رأسها الرئيس ساركوزي، رسالة حازمة في الموضوع الإيراني، هي أن فرنسا لا تستبعد هجوماً عسكرياً على إيران». وأضافت «معاريف»، من دون أن توضح مصدر الخبر، إن الرئيس الفرنسي سيقول لأولمرت: «إن فرنسا ستعمل على فرض المزيد من العقوبات المؤلمة على إيران في مجلس الأمن وفي المجتمع الدولي»، كما سيوضح له أن «هذا هو الوقت للمخاطرة من أجل السلام».
ونقلت «معاريف» عن أولمرت قوله، للمراسلين المرافقين له على متن الطائرة خلال توجهه إلى فرنسا، «سأطرح الموضوع الإيراني، ولا سيما على خلفية التطورات الأخيرة على جدول الأعمال، ويجب أن نفرض على الإيرانيين وقف برنامج تخصيب اليورانيوم».
ويمكن أن تكون زيارة أولمرت إلى فرنسا بداية مرحلة جديدة، حيث يبدو أن فرنسا تسعى إلى أن تحل محل بريطانيا كحليف مقرّب من إسرائيل في أوروبا، نظراً إلى سعي رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون للنأي بنفسه عن دبلوماسية الشرق الأوسط. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن دبلوماسيين إسرائيليين قولهم، إنه منذ صعود ساركوزي إلى الحكم «وفرنسا في عملية إعادة تفكير تجاه الشرق الاوسط. ويبدو أن أولمرت سيقطف ثمار هذه السياسة الجديدة». وإلى جانب الموضوع الإيراني، سيبحث أولمرت مع سيد الإليزيه ونظيره الفرنسي، فرنسوا فيون، الشأن اللبناني الداخلي، بما في ذلك قضية حزب الله. كما سيكون الملف الفلسطيني حاضراً على طاولة البحث، حيث سيبلغ أولمرت مضيفه الفرنسي استعداد إسرائيل للخوض في قضايا الحل الدائم، وفقاً لخريطة الطريق. وبحسب صحيفة «يديعوت»، سيحرص أولمرت على خفض سقف التوقعات لمؤتمر أنابوليس، من خلال التشديد على كونه «محطة على طريق التفاوض، وليس نهاية له».