محمد بدير
تلقّى الوسط السياسي الإسرائيلي بدهشة وسخط كبيرين «زلة لسان» زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي كسر صمتاً رسمياً بشأن الاعتداء الإسرائيلي على سوريا، عندما أعلن في مقابلة مع القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي أول من أمس، أنه كان شريكاً في السرّ، وأنه أيّد وهنّأ رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت على هذه «الغارة» التي كانت لها «أهمية استراتيجية، وكانت ناجحة».
ويُعدّ كلام نتنياهو أول إقرار علني من مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى في شأن حصول العملية في سوريا، في وقت تبذل إسرائيل جهوداً كبيرة للحفاظ على السرية والتعتيم بشأنها، وهو ما أثار موجة من الاتهامات المتبادلة بين معسكر نتنياهو وبين معسكر أولمرت، لم تُهدّئها محاولة نتنياهو التخفيف من خطورة زلّة لسانه عبر قول أوساط مكتبه إنه لم يتطرق في كلامه إلى أي عملية محددة.
وتعليقاً على كلام نتنياهو، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة قولهم «إننا مصعوقون تماماً من هذا الرجل، فهو شخص عديم المسؤولية، ويفتقر إلى الحكمة، إنه شخص خطير... إن الرجل مريض ببساطة، هذا هو نتنياهو الحقيقي». وأضافت، في اعتراف غير مباشر بالعملية، إن نتنياهو هو «الشريك الأول في السرّ وقد كسر رمز الصمت».
بدورها، نقلت «معاريف» عن مسؤول رفيع المستوى في حزب العمل قوله إن نتنياهو أطلق النار على ساقه، فيما رأى الأمين العام لحزب العمل إيتان كابيل أن نتنياهو «لا يتغير. لا أدري إذا كان قد قام بذلك عن غباء أو جنون أو رغبة في تولّي القيادة وإظهار نفسه شريكاً».
موجة الانتقادات ضد نتنياهو لم تكن حكراً على الوسط واليسار في إسرائيل فحسب، بل شملت أيضاً أوساطاً من اليمين، حيث رأى عضو الكنيست يسرائيل حسون، من حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني، إنه «حتى بثمن المس بأمن الدولة، يفعل نتنياهو كل شيء من أجل أن يظهر أنه مطّلع على سرّ عملية كهذه أو تلك، وثمة خطر من إيداع أسرار الدولة بأيدي نتنياهو».
في المقابل، هبّ أنصار زعيم الليكود للدفاع عنه، فرأى عضو الكنيست غلعاد أردان أن «التهجم على نتنياهو هو تحريض سياسي تحركه مصالح انتخابات مستقبلية». وكذلك فعل عضو الكنيست أفي إيتام من كتلة «الوحدة القومية ـــــ المفدال» اليمينية المتطرفة، مشدداً على أن «أقوال نتنياهو لم تمس بأمن إسرائيل، وسيفعل حسناً مكتب أولمرت إذا دقق في حكمة أولمرت وتصريحاته أثناء حرب لبنان الثانية وبعدها».