strong>علي حيدر
أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس سلسلة من المواقف والرسائل باتجاه سوريا، التي شدد على أن التوتر لا يزال قائماً معها وأن كلتا الدولتين في حالة تأهب وترقب، ولبنان، الذي عبر عن قلقه من الاغتيالات التي تنفذ فيه، ومؤتمر السلام الدولي، الذي كرر أنه سيكون «لقاء» لا «مؤتمراً» وأن جل ما سيصدر عنه «بيان مشترك» مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس

عبَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس عن قلقه مما يحدث في لبنان، و«خصوصاً من أعمال العنف»، مشيراً إلى أن اغتيال النائب أنطوان غانم الأسبوع الماضي «يقوِّض الاستقرار في هذه الدولة».
وأكد أولمرت، خلال مثوله في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن إسرائيل وسوريا في حالة تأهب، وتراقبان عن كثب انتشار قواتهما على طرفي الحدود. لكنه عبر عن أمله بزوال هذا التوتر بشكل تدريجي وأن تستعيد الجبهة الشمالية هدوءها.
وقال أولمرت: «نحن اليوم في الوضع ذاته الذي كنا فيه خلال الأسابيع الأخيرة. نحن نرى انتشار قوات سورية وهم يرون انتشار قواتنا»، موضحاً أنه لا مصلحة لسوريا أو لإسرائيل «بحدوث احتكاكات عنيفة».
وبرز واضحاً انسجام أولمرت مع الموقف الرسمي الإسرائيلي بعدم الحديث عن العملية الجوية الإسرائيلية في سوريا.
وتناول أولمرت اللقاء المزمع عقده في واشنطن، مؤكداً أنه «ليس مؤتمر سلام، بل لقاء دولي لدعم العملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين». ورأى أن هذا اللقاء يهدف إلى توفير تأييد دولي من أجل تعزيز القوى المعتدلة وستشارك فيه دول عربية تؤيد التسوية مع إسرائيل «وتقبل أسس المجتمع الدولي وخريطة الطريق»، مشيراً إلى أنه في نهاية هذا «اللقاء» سيُصدر هو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «بياناً مشتركاً» يكون أساساً لمفاوضات التسوية في المستقبل.
وطمأن أولمرت معارضيه في الائتلاف والمعارضة بالقول: «لن يكون هناك أي انحراف عن خريطة الطريق وعن التسلسل الذي تحدده». وأضاف أن «هناك مكان للسؤال إلى أي مدى يستطيع الفلسطينيون تحقيق التعهدات التي يلتزمون بها؟ وسيكون ذلك على المحك قبل أن نحتاج إلى صنع السلام».
وأشار أولمرت إلى أنه سيلتقي الأسبوع المقبل مرة أخرى مع عباس، مشيراً إلى أنهما سيبدآن بعد الاجتماع بالعمل من أجل التوصل إلى صيغة إعلان مشترك قبل لقاء واشنطن.
وفي شأن قطاع غزة، قال رئيس الوزراء إن حكومته تنوي «اتخاذ إجراءات ضد نظام حماس» في محاولة لوقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. لكنه لم يوضح طبيعة هذه الإجراءات. وتحدث رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، أمام لجنة الخارجية والأمن أيضاً، وتوجه إلى أولمرت بالقول: «أنت الوحيد في دولة إسرائيل الذي يعتقد أن أبو مازن هو شريك».
ورأى نتنياهو أن أولمرت يقدم «تنازلات» لعباس، وأن هذا الأمر سيؤدي إلى وصول حركة حماس «حتى أسوار القدس» وأن «حماس ستدخل كل منطقة ينسحب منها الجيش الإسرائيلي».
إلى ذلك، ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن إسرائيل لا تعارض مشاركة سوريا في مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية رغم تصاعد حدة التوتر بين البلدين. وقالت المتحدثة باسم أولمرت، ميري إيسين، إن «الولايات المتحدة هي التي ستوجه الدعوات وتحدد معايير توجيهها، وليس لدينا مشكلة في توجيه الدعوة لأي طرف».
وقال مسؤول إسرائيلي آخر رفيع المستوى: «ليس لدينا أي اعتراض على مشاركة سوريا ما دامت المحادثات اقتصرت على المسار الفلسطيني».