strong>«شيطــان بــزيّ رمــادي... يعــرف كيــف يضــرب»انتقد الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أمس جامعة كولومبيا الأميركية لاستضافتها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وسماحها له بإلقاء محاضرة من على منصتها، في وقت كرست فيه الصحافة الإسرائيلية حيزاً كبيراً من صفحاتها اليوم للتعليق على الزيارة.
وأعرب بيريز، في حديث مع صحافيين في مقره في القدس المحتلة، عن أسفه «لمنح الجامعة منصة لكذب وتلاعب أكبر الزعماء الذين يعرِّضون سلام العالم للخطر». ورأى أن قرار الجامعة «خطأ»، موضحاً أن دعوتها إلى نجاد لا تقع تحت مظلة حرية التعبير الأكاديمي «لأن أحمدي نجاد ببساطة وقف وكذب».
وتعليقاً على قول أحد أساتذة الجامعة إنه كان يمكن باسم الحوار أن يوجه الدعوة إلى الزعيم النازي أدولف هتلر أيضاً، قبل ارتكابه للهولوكوست، قال بيريز: «في الواقع، لقد حصل حوار مع هتلر عندما ذهب نيفيل شامبرلين (رئيس الوزراء البريطاني الأسبق) للقائه. إلا أن هذا لم يؤدِّ إلا إلى تمويه واقع أن هتلر كان يحضر لمعسكرات الاعتقال». وأضاف: «لهذا السبب لا أقبل التوضيحات التي استخدمتها الجامعة، لأنه إذا تحولت الجامعة إلى منبر لنشر الأكاذيب، فعندها تفقد طابعها الأكاديمي». وتابع بيريز قائلاً إن الرئيس الإيراني «أدى دور الأبرياء بادعائه أنه ليس في حاجة إلى القنبلة النووية»، وتساءل: «لماذا إذن يتجهز بصواريخ يصل مداها إلى 1500 كيلومتر؟ في الواقع لقد كذب بغير حياء».
وختم الرئيس الإسرائيلي بالقول إن نجاد «أكد أيضاً أننا أخذنا مكان الفلسطينيين، لكن يمكننا أن نرد عليه بأن الفلسطينيين أخذوا مكاننا. لقد كنا هنا (في إسرائيل) قبلهم. وعلى أي حال من هو حتى ينصب نفسه قاضياً أعلى؟».
وفي السياق، لم يتورع يانيف جاليلي في «يديعوت أحرونوت» عن وصف الرئيس الإيراني بـ«الشيطان الذي يرتدي بزة رمادية»، فيما اتهمه الخبير بشؤون الولايات المتحدة في جامعة بار إيلان، البروفيسور إيتان غلبوع، بـ«الإرهابي والفاشي». وأضاف غلبوع، في «يديعوت أحرونوت»، أن «دافع نجاد من محاضرته في جامعة كولومبيا هو استغلال الرأي العام الأميركي وتأليبه ضد إدارته، فنجاد مثل كل زعيم إرهابي ومثل شريكه حسن نصر الله، يؤلف تأليفاً حسناً بين العنف وبين الدعاية والإعلام».
ودعا غلبوع إلى معاقبة رئيس الجامعة على فعلته من خلال قوله بأنه «يأمل ويتعين أن يرد المتبرعون الكبار لكولومبيا، وأكثرهم من اليهود، رداً يجعل بولينجر، العظيم الرغبة في الشهرة، يندم لدعوة أكبر زعيم فاشي موجود اليوم في العالم».
بدوره رأى مراسل «هآرتس» في واشنطن، شموئيل روزنر، أن إسرائيل هي الخاسر الرئيس من زيارة نجاد إلى نيويورك «ذلك أن نجاد وجه إليها الضربة تلو الأُخرى». وبحسب روزنر، «إذا نجح نجاد في إقناع شخص واحد فقد ربح، أما إذا كان قد نجح في إقناع خمسة أشخاص فهو الرابح الأكبر».
وتعليقاً على محاضرة نجاد، رأى روزنر أنها كانت «مركزة وناجعة بمعظمها»، مشيراً إلى أن الرئيس الإيراني وجه سهامه بوحشية نحو هدف محدد «هو إسرائيل أيها الحمقى».
أما يوسي ملمان فقال من جهته، في «هآرتس»، إن نجاد «أثبت أنه يعرف كيف يضرب». وأضاف أن «الأسئلة التي وجهت إليه في جامعة كولومبيا أتاحت له فرصة تكرار شعاراته، في ظل التظاهر بالانفتاح والرغبة في الإقناع والاقتناع».
وتحت عنوان «كارثة في كولومبيا»، انتقد الوزير السابق والبروفيسور أمنون روبنشتاين، في «معاريف»، تبرير دعوة نجاد بأنها تأتي وفق مبدأ حرية التعبير، مشيراً إلى أنه «جعل مبدأ حرية التعبير يتدحرج إلى أسفل المنحدر ويحصل على تفسير مبهم يخرجه عن مجال النقاش المنطقي والعقلاني».