حيفا ــ الأخبار
تجـــربة عائــلة يهوديّـــة يمنيّـــة فــي «أرض إسرائـــيل»

بعد سنوات على محاولات الهجرة إلى إسرائيل، انتقلت عائلة مرحبي اليمنية اليهودية إلى العيش في الدولة العبريّة. إلّا أنّ أفرادها سرعان ما قرّروا المغادرة، بعد 3 أسابيع على وصولهم، في أعقاب تعرّضهم لـ«تعامل مهين وبائس» من قبل السلطات الإسرائيلية.
يوسف مرحبي، وهو أحد أفراد العائلة، يقول «جئنا إلى هنا. أردنا البقاء ولكن لا أحد يساعدنا». فبعد الإقامة في ضيافة أحد الأقرباء في مدينة بئر السبع اتّسمت بظروفها الصعبة، قرّر أفراد العائلة العودة إلى اليمن، مشدّدين على أنّ الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، يساعدهم أكثر من اليهود في «أرض إسرائيل».
المشكلة كانت في أنّ رب العائلة يعاني من مشاكل صحية معقّدة، وتمّ عرض مشكلته على السلطات الإسرائيلية، فاقترحت الأخيرة وضعه في بيت للمسنّين، ما لم تقبله العائلة، التي عادت وطلبت حلّاً آخر. إلّا أنّ الإسرائيليّين ماطلوا في إعطاء إجابة واضحة، ما دفع بالعائلة إلى التفكير بالعودة إلى اليمن في أعقاب هذا التعامل.
القناة الإسرائيلية العاشرة علّقت على الحادثة بالقول إنّ عائلة مرحبي انتظرت عشرات السنوات من أجل الوصول إلى إسرائيل «وتقبيل أرض المقدس»، إلا أنّها غادرتها بعد 3 أسابيع. بينما أفراد العائلة يحملون على الإسرائيليّين «تجاهلهم لمطالبنا» فيما الرئيس اليميني «يساعدنا أكثر من اليهود في أرض إسرائيل ويعطينا البيوت ويعطينا كل شيء».
وبدا واضحاً أنّ العائلة اليهودية تكنّ المحبة للرئيس صالح، وخصوصاً أنّ أفرادها، حسبما ظهر في تقرير للقناة المذكورة، يعلّقون صوره على محافظ السفر التابعة لهم وهم في مطار تل أبيب في طريق عودتهم إلى «بلادهم»، مشدّدين على أنّهم لا ينوون العودة إلى إسرائيل. كما تبيّن أنّ صالح بعث بطائرتي ركّاب لنقل يهود اليمن من صعدة إلى صنعاء، وكانت طائرته الشخصيّة بينهما.
وقال مضيف العائلة اليمنية إنّ الإسرائيليّين لم يعاملوا اليهود اليمنيين بطريقة جيدة كما يعاملون المهاجرين من روسيا وإثيوبيا.
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد نشرت تحقيقاً موسّعاً في عيد الفصح اليهودي قبل 5 أشهر، كتبه رون بن يشاي الذي قضى 10 أيّام في اليمن برفقة عائلات يهودية، بينها عائلة مرحبي. واستعرض بن يشاي في حينه حال الـ 370 يهودياً ممّن بقوا في اليمن، مروّجاً إلى أنّهم «مطارَدون على أيدي تنظيم شيعي يدعمه الإيرانيون»، في إشارة إلى أتباع المتشدّد الزيدي عبد الملك الحوثي.
يذكر أنّ يهود اليمن يتبعون مذهب «يهود ستامر»، يتّخذ من الولايات المتحدة مقراً له. ويحذّر هذا المذهب يهود اليمن من السفر إلى إسرائيل خشية تلقّيهم «معاملة سيّئة».