strong>محمد بدير
جـــدّد رفضـــه التـــفاوض مـــع ســـوريا.. وحـــذّر أبـــو مـــازن مـــن محـــاورة «حـــماس»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أن حزب الله أصبح أضعف مما كان عليه قبل حرب لبنان الثانية، رافضاً الدعوات إلى التفاوض مع سوريا، ومحذّراً الرئيس الفلسطيني محمود عباس من العودة إلى التحادث مع حركة «حماس».
وقال أولمرت، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، إنه «لا شك في أن حزب الله قد فقد جزءاً هاماً من ليونة عمله وقدرته على الحركة، كما فقد خط المواقع التي كانت لديه عند الحدود ويتم ضبط أسلحة حزب الله في جنوب لبنان وإتلافها بصورة دائمة».
ورفض أولمرت دعوات عدد من أعضاء اللجنة البرلمانية إلى الشروع أولاً في مفاوضات مع سوريا، وقال إن الظروف لم تتهيأ بعد لذلك. وتطرق أولمرت إلى المناورات الواسعة النطاق التي سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإجرائها في هضبة الجولان وقال إنها تدريبات اعتيادية.
وقال أولمرت إن نيته الإفراج عن 250 أسيراً فلسطينياً هي «محاولة لتمرير رسالة إلى الشعب الفلسطيني بأنه عندما تتم محاربة حماس ويوافقون على شروط الرباعية الدولية فإن ثمة مقابلاً». وشدّد على أن الأمر يتعلق بأسرى «غير ملطخة أياديهم بالدماء».
وقال أولمرت إنه وعد بعدم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين «ما دامت هناك حكومة مع حماس»، لكن الوضع تغير الآن. وأضاف «في اللحظة التي يجدد فيها أبو مازن علاقته مع حماس ستقطع إسرائيل الاتصال به، لا أريد أن أوهم أحداً بأنه لن تكون هناك محاولات لتنفيذ عمليات (تنطلق) من الضفة الغربية، هناك إرهابيون وسنحاربهم وهم سيحاولون تنفيذ عمليات إرهابية».
وتطرق أولمرت إلى زيادة المساعدات المالية الأميركية لإسرائيل، وقال إن «الرئيس الأميركي جورج بوش مصر على التوقيع على اتفاق لعشر سنوات». وأوضح أن «الاتفاق سيزيد المساعدات الخارجية لإسرائيل كما طلبنا وبشكل كبير».
كما تطرق أولمرت إلى الوضع على الساحة الفلسطينية ووصف المراحل التي أدت إلى صعود حماس إلى السلطة. وقال «اعتقدنا أن اتفاق مكة لن يصمد، فهو غير طبيعي، وقدرنا أن التوتر بينهما سيقود الى احتكاك عنيف وقدرنا أن فرص صمود فتح في الصراع في وجه حماس، طفيفة جداً».
وتحدّث أولمرت عن الدوافع التي قادته إلى الجلوس مع زعماء عرب في قمة شرم الشيخ، فقال إن «أحداث غزة مثّلت حدثاً مثيراً في المجتمع الفلسطيني بسبب وحشية حماس وكذلك بسبب محاولات تصفية أبو مازن نفسه، وهذه الأمور خلقت صدمة ستؤثر لفترة زمنية ما على الأقل. فحصت أحداث غزة ومن الصحيح القول إنه من جهة يمكن رؤيتها في السياق الطبيعي ورفع شعارات تفيد أنه ليس هناك من يمكن التحدث اليه وما يمكن التحدث فيه، لكن فكرت في أن لدينا هنا أيضاً فرصة ومناسبة لزخم من جهة ثانية». وأضاف أولمرت إنه لا يمكن التأثر من سرعة رد فعل أبو مازن، الذي شكل حكومة من دون حماس والتي يمكن التعاون معها في مواضيع مختلفة، وهذه حكومة تعترف بمبادئ الرباعية وهذا ما كرره أبو مازن في خطابه بشرم الشيخ».
وتابع «وظيفتنا التعاون مع المحافل المستعدة لمحاربة الإرهاب مثل الأمر الذي أصدره أبو مازن بحظر حمل السلاح في الضفة وغيرها من الخطوات. بناءً عليه، نحن ندير سياسة البحث عن الفرص. جدّدنا تحويل الأموال، وسنستأنف التعاون الأمني، وسنحسّن حرية الحركة ونطوّر العلاقات التجارية».
وعن رفع الحواجز، قال أولمرت إن في نية إسرائيل إزالة حواجز بين المدن الفلسطينية وإيجاد «حرية حركة محدودة» في ما بينها. وحدّد قاعدة جديدة لعمل حكومته تنص على أن «المقابل السياسي الذي نحصل عليه يوازي زيادة هامش المخاطرة».
إلى ذلك، قال أولمرت إنه اتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك على أن تستوعب مصر اللاجئين السودانيين الذين تسلّلوا إلى إسرائيل في الفترة الأخيرة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس أن أولمرت أجرى خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي أول من أمس نقاشا في شأن «طرق مواجهة ظاهرة التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية في سيناء».
وأطلع أولمرت الوزراء على تفاصيل الاتفاق الذي توصل إليه مع مبارك في شأن «استيعاب مصر جميع المتسللين السابقين واللاحقين وسعيها إلى منع استمرار عمليات التسلل من أراضيها مستقبلاً».