strong>مهدي السيد
اعتقدت أن الحرب ستنتهي في تلك الليلة

سلّطت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في شهادتها أمام لجنة فينوغراد، الضوء على مشاهد وراء الكواليس، لم يُكشف عنها سابقاً، لجهة الطريقة التي أدار بها رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، عدوان تموز. وترسم أقوال ليفني في إفادتها، التي نشرت أمس، صورة لمقاربة استبعدت حتى وقت متأخر أي مخرج سياسي للحرب، آملةً الحسم العسكري.
وقالت ليفني إنها كانت تعتقد أن الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي ليلة الثاني عشر من تموز بمثابة «حملة عسكرية يُفترض أن تنتهي في الليلة نفسها، وسقفها كان ظهيرة اليوم التالي». إلا أنها أشارت إلى أن أولمرت «رفض اللقاء بها، رغم طلبها منه ذلك، من أجل الشروع في دفع عملية سياسية» للخروج من الحرب.
وأضافت ليفني «من وجهة نظري، كان يجب توجيه هذه الضربة، والبقاء بعد ذلك في وضع يُسمّى وتيرة منخفضة بغية تجنيد الأسرة الدولية، كي تُنقذ لبنان من يد اسرائيل، وأن تتخذ القرارات التي نريد لها أن تتخذها. كان واضحاً لي منذ البداية أن هذه العملية لن تنتهي. وهذا يعني أنه ليست هناك نقطة حسم، ليست هناك نقطة انتصار عسكري».
وأعربت ليفني عن قناعتها في حينه بأن «ما كان ينبغي علينا الحصول عليه مرتبط بالمكان الذي نحن فيه بالنسبة إلى قدرة الردع الإسرائيلية. وكنا في ظهر يوم الخميس في أفضل حال ممكن... لهذا لم أودّ أن يحصل تدهور في تلك النقطة وقلت تعالوا نبدأ من هنا».
وتوقفت ليفني عند الطريقة التي تعامل بها أولمرت معها خلال جلسة منتدى السباعية التي عقدت في 13 تموز، والتي حاولت فيها طرح فكرتها، فقالت «في تلك الجلسة، كان لدي نوع من الإحساس بأنهم لا يسمعونني. ففي اللحظة التي بدأت فيها حديثي، بدأ رئيس الوزراء يتحدث إلى رئيس الأركان أو إلى شخص آخر، فتوقفت عن الحديث، فقال أكملي ـــــــ شكراً جزيلاً، فقلت: لم أنته، وأطلب أن تسمعني. فقال رئيس الوزراء إنه استمع إلى كل كلمة بل وإلى كل ذبذبة».
وبحسب كلام ليفني، فقد التقت بأولمرت يوم الأحد في السادس عشر من تموز بعد جلسة الحكومة. وقالت إنها حاولت إقناع أولمرت بضرورة العمل السياسي، لكن حتى الثالث والعشرين من تموز لم تتح لها الفرصة لبحث هذا الموضوع.
وتطرّقت ليفني إلى معارضتها قصف الضاحية الجنوبية في الجلسة التي عُقدت في 14 تموز وقالت «من ناحية الكلفة والنجاعة، لم يكن الإنجاز ذا مغزى». وبحسب كلامها، فقد هاجمها أولمرت بسبب موقفها في الجلسة التي جرت في 16 تموز.
وأشارت ليفني إلى أنها أدركت منذ اليوم الأول للحرب أن أهدافاً مثل استعادة الأسرى، هي أهداف مستحيلة في حملة عسكرية. وأضافت إن «الحملة العسكرية لا يمكنها إعادة الأسرى، بل يمكنها ضرب حزب الله لكن في نقطة معينة ستكون الأهداف غير نوعية».
كما كشفت إفادة ليفني عن فصل آخر من فصول التوتر بينها وبين أولمرت خلال الحرب، يتعلّق باقتراحها نشر قوات دولية في جنوب لبنان. وقالت في إفادتها إنه «في 16 تموز، جرى نقاش حول هذا الموضوع، لكن للأسف حصل تسريب، عندئذ صدر نفي عن مكتب رئيس الحكومة يفيد أنه لا أساس من الصحة لهذا الأمر». وأضافت إنها عندما طرحت هذا الموضوع أمام رجال رئيس الحكومة تلقّت جواباً بأنه «يجب الحصول على رأي الجيش». وتابعت «في البداية، قالوا إن الجيش بحاجة إلى أسبوع ليعطي جوابه، وبعد ذلك سيعودون الي، لأن الجيش مشغول بالحرب». وبحسب كلامها، فإنه في اللقاء الذي عُقد في 23 تموز مع أولمرت، «حصلت على ضوء أخضر للقيام بنشاط سياسي، والذي بدأ مع زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في 24 تموز».