strong>علي حيدر
«معاريف»: واشنطن تطرح مخطّط «تسوية دائمة» مع الفلسطينيين

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن الرد الإسرائيلي على وثيقة «اختبار التنفيذ»، التي صاغها المنسق الأمني الأميركي في المناطق الفلسطينية كيث دايتون، سيقدم بشكل رسمي هذا الأسبوع، مشيرة إلى أنه يتضمن رفضاً باتاً للجدول الزمني الأميركي وموقفاً سلبياً من إزالة الحواجز لاعتبارات أمنية.
وفي موقف يغلب عليه الطابع التكتيكي في محاولة لإفراغ الوثيقة من مضمونها، جزّأت إسرائيل موقفها من المطالب الأميركية بين مؤيد ومترقب ورافض بالمطلق، وقسمت هذه المطالب بين ما يمكن لإسرائيل أن تنفذه، وأخرى ربطتها بالتحسن الأمني، فضلاً عن خطوات ترفض تنفيذها لاعتبارات أمنية.
وقالت «هآرتس» إن إسرائيل ستعلن موافقتها على توسيع العمل في معبر المنطار المخصص لنقل البضائع، وتؤجل فتح الممرات أمام حركة قوافل الآليات الفلسطينية من غزة إلى الضفة عبر الخليل، بانتظار ما ستؤول إليه التطورات الأمنية، وخاصة أن المسؤولين الأمنيين يعتبرون أن تطبيق بنود الوثيقة سيمنح الفلسطينيين فرصة لتبادل المعلومات والمعرفة في مجال تصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة المحلية الصنع وسيتيح لهم نقل تلك المعرفة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.
وسترفض إسرائيل أيضاً، بحسب الصحيفة نفسها، فتح حاجز حوارة قرب مدينة نابلس، الذي قالت عنه مصادر سياسية أنه «سيسمح للمخربين الانتحاريين بالوصول من مخيم بلاطة للاجئين إلى القدس من دون أي صعوبة»، وخاصة أن نابلس، وفق التقدير الإسرائيلي، هي «مركز للعمليات ضد إسرائيل» ينبغي الإبقاء على الرقابة المشددة المفروضة على مداخلها ومخارجها.
ومعروف أن الوثيقة الأميركية، التي قدمت للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وتم الكشف عنها مطلع الشهر الماضي، اقترحت جدولاً زمنياً لخطوات متبادلة وطالبت إسرائيل بإزالة الحواجز ومنح الفلسطينيين حرية التنقل والحركة، وتحديداً في محيط مدينة نابلس ابتداءً من 15 الشهر الجاري، وفتح ممر آمن بين غزة وغربي الخليل. وفي المقابل، تطالب الوثيقة رئيس السلطة محمود عباس بنشر قوات الأمن الفلسطينية على المناطق الحدودية وحفظ الأمن والعمل على منع «تهريب السلاح إلى قطاع غزة».
ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله «نحن أيضاً نعتقد أننا لم نرفع قدراً كافياً من الحواجز. ولكن الجدول الزمني الذي طرحوه علينا هو تسيّب أمني لا يرغب الأميركيون أنفسهم بأن يروه».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «معاريف» أن معلومات وردت إلى القدس المحتلة من مصادر مختلفة تفيد بأن الأميركيين قد يطرحون مبادرة سياسية جديدة تتضمن «مخططاً لتسوية دائمة». لكن الصحيفة تشككت بأن يطيب هذا المخطط لإسرائيل. وتوقعت أن «تنشأ جرّاء هذه المبادرة ضجة سياسية في إسرائيل تورط (رئيس الوزراء إيهود) أولمرت أكثر فأكثر، وهو المتورط أصلاً».
يشار إلى أن أولمرت سيلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش في التاسع عشر من الشهر الجاري، فيما سيعقد يوم الخميس المقبل لقاءً مع عباس، ربما يكون في أريحا.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن إسرائيل ستوافق على وقف النار مع الفلسطينيين «فقط إذا ما أطلقوا الجندي جلعاد شاليط وأوقفوا العمليات الإرهابية لفترة طويلة»، فيما قدرت مصادر أخرى أنه «إلى أن تنتهي المحادثات بين حماس وفتح ويتحقق وقف نار داخلي بين الفصائل الفلسطينية، لن يتحقق وقف نار مع إسرائيل».
ويبدو أن التقدير الإسرائيلي في المرحلة الحالية هو أن «حماس معنية بوقف النار، رغم التصريحات القتالية لزعمائها، أما فتح فمعنية بأن تواصل إسرائيل مهاجمة حماس كي يتمكن نشطاؤها من استغلال الوقت لتعزيز قوتهم».