strong>علي حيدر
مسؤول سابق في الـ«سي اي ايه» يعرض رؤيته لحال المنطقة

«أي هجوم أميركي على إيران سيكون كارثة على الولايات المتحدة. واشنطن وتل أبيب لا تملكان المعلومات الاستخبارية التي تسمح لهما بتوجيه ضربات عسكرية تؤخّر المشروع النووي الإيراني سنوات الى الوراء. إسرائيل هي الخاسر الاستراتيجي الأكبر من الحرب في العراق. الصدقية وقوة الردع الأميركية تضررتا، الجو الشعبي والسياسي في الولايات المتحدة يقيّد أيدي الإدارة».
بهذه العبارات لخّص المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي.آي.إيه» والرئيس الأسبق لقسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، بروس ريدل، الوضع الأميركي ـــــــ الإسرائيلي في مقابل الساحتين الإيرانية والعراقية، والخيارات المتاحة أمامهما فضلاً عن الآثار التي ستطال مصالحهما وأمنهما.
واستبعد ريدل، في مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت» على شبكة الإنترنت، أن تبادر الإدارة الأميركية الى شنّ هجوم على إيران «حتى لو توافرت معلومات بأن إيران على عتبة الحصول على سلاح نووي». لكنه رأى أن ذلك ممكن «في حال إقدام ايران على استفزاز واضح عبر ضرب منشآت أو مهاجمة قوات أميركية».
وفيما شدد ريدل، الباحث أيضاً في مركز «سابان» والمسؤول عن بلورة التحالف الاستراتيجي الذي يشمل المظلة النووية الأميركية لإسرائيل مقابل اتفاق كامب ديفيد عام 2000، على أنه لا يرى «في الأفق سقوط نظام آيات الله» في طهران، رفض فكرة إسقاطه عبر توجيه ضربات جوية، معتبراً أن أي قصف جوي يهدف الى تغيير النظام «سيكون له مردود عكسي وسيوحّد الإيرانيين خلف القيادة». ورأى أنه لتحقيق هذا الهدف «نحتاج الى قوات برية. لكن لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ستُنزلان قوات برية في طهران».
في المقابل، رأى ريدل أن «الردع النووي (الإسرائيلي) ضد إيران يعمل كما يعمل ضد دول أخرى»، وأنه «ليس لدى إيران أي شكوك تجاه قدرات اسرائيل، فالإيرانيون ليسوا حمقى، لديهم أناس درسوا الموضوع بشكل جيد، وهم يعرفون قدرات إسرائيل».
وفي ما يتعلق بتطورات الساحة العراقية، أكد ريدل أنه «إذا كانت إيران والقاعدة المنتصرين الأكبرين من الحرب في العراق، فاسرائيل هي الخاسر الاستراتيجي منها». لكنه أوضح «بمفهوم معيّن، ربما ستكون اسرائيل في وضع أفضل، عندما لا يكون العراق، إحدى أقوى الدول العربية، موجوداً». واستدرك بوصف ذلك بأنه تقويم من الناحية النظرية، أما عملياً فإنّ «الشكل الذي يتم فيه ذلك لا يعمل لمصلحة اسرائيل». ولخّص صورة الوضع الإقليمي الذي لا يعمل لمصلحة اسرائيل بالقول «عندما نرى الولايات المتحدة تتلقّى الضربات في حرب مكلفة، ونرى صدقيتها تتقوض في المنطقة، وتضطرّ إلى البحث عن سبيل للخروج من المستنقع، كل ذلك لا يعمل للمصلحة الإسرائيلية القومية».
وعن تداعيات الفشل الأميركي في العراق، أكد ريدل أنه لم يضرّ فقط بقدرة الردع والرد للدول العظمى في العالم، وإنما أيضاً أدخل الكونغرس والجمهور الأميركي الى ما يسمّى «أعراض فيتنام، التي لن تسمح للرئيس، أي رئيس، بمنع إيران من الاستمرار في تطوير مشروعها النووي». ووصف الاستراتيجية التي تتّبعها الادارة الحالية حول عزل ايران دبلوماسياَ واقتصادياً، وتعزيز العقوبات في مجلس الأمن، بأنها «ربما هي الأمل الأفضل لإقناعهم بالتوقف على عتبة القدرة النووية، لكن مع عدم التنازل مطلقاً عن القدرة على تطوير السلاح النووي».
ورأى ريدل أن الفشل الأميركي ترك آثاره على مكانة اسرائيل في المنطقة وخاصة أنها «ستدفع ثمن هذا الفشل». وأضاف إنه «من الصعب أن نصدق أن الكونغرس الذي صادق على عملية عسكرية ضد العراق، سيصادق في المستقبل المنظور على ما يشبه العملية العسكرية بدون تحريض إيراني واضح».