strong>محمد بدير
الحرب بالنسبة إلى آلاف الإسرائيليين لم تنته بعد. فهؤلاء يعانون عوارض اضطراب نفسي أصيبوا بها خلال العدوان الأخير على لبنان. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، يخاف هؤلاء الخروج من البيت، وهم غير قادرين على مزاولة العمل وتنتابهم نوبات من الهلع لدى سماعهم صافرات سيارات الإسعاف والشرطة أو أصوات المفرقعات النارية، فضلاً عن مكابدة كثير منهم الكوابيس الليلية والتبوّل غير الإرادي وصعوبة التركيز.
وفيما لا يوجد أي تحديد رسمي لعدد المصابين بهذه العوارض، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية شخّصت أثناء الحرب 2782 حالة هلع، بينما تتحدث مؤسسة الضمان الوطني عن 3300 حالة.
وبحسب الصحيفة، فإن 300 شخص من المصابين بهذه العوارض اعترفت بهم حتى الآن السلطات المعنية بأنهم معوقون يحتاجون إلى مساعدة نفسية لصيقة ويستحقون راتباً شهرياً من الدولة.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية خصصت في شهر أيلول الماضي، أي بعد نحو شهر على انتهاء الحرب، خمس عيادات لعلاج المصابين بحالات الهلع في منطقة الشمال التي كانت عرضة لسقوط آلاف الصواريخ خلال العدوان. وتفيد معطيات الوزارة بأن العيادات الخمس عالجت نحو 1600 حالة، وهي تواصل عملها حتى الآن حيث تستقبل حالات تعاني «عارض ما بعد الصدمة».
ويصف «م.» لـ«يديعوت» ما يعتريه «منذ رأى جثث جيرانه المهشمة ملقاة داخل بقع دم على بعد أمتار معدودة منه». ويقول «أنام قبيل الصبح فقط وطول الوقت أسمع وأقرأ الاخبار كي أتأكد من أنه لم يفتني شيء، فقد يحصل شيء ما ولا يطلقون صافرات الإنذار». ويضيف «حسبي أن أرى سيارة إسعاف أو سيارة شرطة، حتى يرهقني الضغط. عندما يحل الظلام أصبح متوتراً، فقد يسقط صاروخ كاتيوشا. عيناي لا تغمضان».