علي حيدر
بعد انتهاء المعارك العسكرية بين الإخوة في غزة، بدأت حرب من نوع آخر، بعدما وضعت حركة «حماس» يدها على تسجيلات لكبار مسؤولي السلطة وهم يقومون بأعمال جنسية سجلتها لهم أجهزة الأمن الفلسطينية بهدف ابتزازهم. وردت حركة «فتح»، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، بالكشف عن تسجيلات يظهر فيها المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري وهو يتلقى أموالاً من أشخاص قيل إنهم من رجال الأمن الفلسطينيين في مقابل تعاونه معهم ونقله معلومات عن حركته إليهم.
وذكرت «معاريف» أن رجال «حماس» عثروا في أعقاب سيطرتهم على مقارّ قيادة «فتح» في غزة على عشرات التسجيلات التي توثق، بشكل سري، أعمالاً جنسية يقوم بها مسؤولون كبار في السلطة، وأخرى تهدف إلى تجنيد عملاء وسط خصومهم السياسيين سواء داخل «فتح» أو «حماس».
وأشار موقع «معاريف» إلى أن النزاعات الداخلية وسط «فتح» هي التي دفعت إلى القيام بهذا النوع من التسجيلات. ومن الأمثلة التي أوردها الموقع أن أحد التسجيلات يظهر فيه وزير رفيع المستوى في إحدى حكومات «فتح»، بالإضافة إلى ضابط رفيع جداً في أجهزة الأمن الفلسطينية صوّره جهاز أمن منافس له.
كما أوردت «معاريف» أن تسجيلاً آخر ضم ناشطاً في «حماس» يقيم علاقات جنسية مع فتاة، استُخدم لاحقاً لتجنيده لجهاز الأمن الوقائي، بهدف نقل معلومات عن «حماس».
وقال مصدر عسكري في «حماس»، لموقع «معاريف»، إن ما هو موجود في التسجيلات أمر غير منطقي ولا يخطر على البال، وإن هناك أشرطة تضم صوراً لشخصيات من الصف الأول، كانوا وزراء.
وأوضح مصدر «حماس» أنه وفقاً للتسجيلات، يظهر أن جزءاً من الفتيات اللواتي ظهرن في الأشرطة غزاويات أو فلسطينيات عدن إلى المناطق من خارج البلاد. وفي بعض الحالات استُخدمت محترفات أُحضرن من خارج إسرائيل.
وأوضح أحد رجال «حماس» أن «الكثير من رجال فتح الذين هربوا من القطاع يغلقون الآن أفواههم ولا يجرؤون على مهاجمتنا في وسائل الإعلام، لأنهم يعرفون ماذا يوجد بحوزتنا، وهم يخشون من أنهم إذا تحدثوا فسنكشف المواد التي بحوزتنا».
لكن «فتح» لم تلتزم الصمت واختارت الرد على «حماس». وقالت «معاريف» إن شريطاً مصوراً وصل إليها يوثق كيف تحول المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، إلى عميل سري لجهاز الأمن الوقائي. وينقل موقع الصحيفة عن مصدر فلسطيني أن أبو زهري كان لسنوات ينقل معلومات عن «حماس»، في مقابل أموال وفي مقابل الصمت عن محاولة اعتدائه جنسياً على فتاة كانت تركب معه في السيارة، عندما كان لا يزال رئيساً لمجلس الطلاب في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث جُنِّد بعدها من جهاز الأمن الفلسطيني.
ونفى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم بشدة الادعاء أن أبو زهري عمل ضد مصلحة الحركة، مشدداً على أن «الادعاءات بحقه مفبركة وتهدف إلى تشويه سمعته».