مهدي السيد
رحبت إسرائيل أمس باللقاء الثنائي الذي جمع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بنظيرها السوري وليد المعلم في شرم الشيخ أول من أمس، ورأت أنه يأتي ضمن سياق محاولة الدول العربية فصل دمشق عن المحور الإيراني وربطها بهم.
وأثنى نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أفرايم سنيه على اللقاء، مشيراً إلى أن «اختيار سوريا لعب دور مركزي في العملية السياسية في الشرق الأوسط هو أخبار جيدة». وربط سنيه، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لـ«اللجنة اليهودية الأميركية» في واشنطن أمس، بين اللقاء والمبادرة العربية التي أقرت في مؤتمر القمة العربية الأخير في الرياض، مشيراً إلى أن المبادرة تعكس روح التغيير في العالم العربي، التي تتجلى في «نشوء رباعية عربية معتدلة تتضمن مصر والأردن والسعودية والإمارات».
ودعا سنيه، الذي حذر من وتيرة التسلح السوري المكثف، إلى إنشاء ائتلاف من الدول العربية المعتدلة إلى جانب إسرائيل في مواجهة إيران، في ضوء أزمتها النووية التي رآها سبباً للإسراع في إجراء «تغييرات» وفرصة لإقامة حلف كهذا.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن مصادر سياسية إسرائيلية تؤيد استئناف المفاوضات مع سوريا قولها إنه لن يكون بمقدور إسرائيل بعد اليوم الادعاء أنها تمتنع عن التفاوض مع دمشق بأمر من واشنطن في أعقاب لقاء شرم الشيخ السوري الأميركي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقدير السائد في تل أبيب هو أن اللقاء بين رايس والمعلم لم يكن صدفة «كما يحاول المصريون عرضه». وقال مصدر سياسي رفيع المستوى للصحيفة إن اللقاء «جاء استمراراً للتقارير التي تفيد بأن عدد المتسللين من سوريا إلى العراق صغير جداً».
كما نقلت «يديعوت» عن مصادر أخرى قولها إن مجرد عقد هذا اللقاء يشكل تغييراً في موقف الأميركيين تجاه السوريين، موضحة أنه يأتي «ضمن سياق محاولة الدول العربية لربط السوريين بهم وفصلهم عن المحور الإيراني».
واستبعدت المصادر، من جهة أخرى، أن يعكس اللقاء تغييراً في الموقف الأميركي إزاء استئناف المفاوضات الإسرائيلية ــــــ السورية، ورأت أن «لا علاقة مباشرة بين عقد اللقاء وإمكان أن يعطي الأميركيون الإسرائيليين الضوء الأخضر للتحاور مع دمشق». وأشارت المصادر، رغم ذلك، إلى أن الوقت لن يطول حتى تعيد واشنطن النظر في هذا الأمر «إذا أدى لقاء شرم الشيخ إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين».