القاهرة ــ خالد محمود رمضان
تشهد القاهرة بعد غد الخميس أول اتصال رسمي بين إسرائيل من جهة وبين مصر والأردن من جهة ثانية، في إطار تكليف الدولتين تسويق مبادرة السلام العربية لدى الدولة العبرية، وذلك خلال لقاء مقرر في القاهرة، نأت جامعة الدول العربية بنفسها عنه، مؤكدة أنها لن تشارك فيه.
وقال مسؤول إسرائيلي أمس إن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تعتزم أن تجري محادثات أولية في القاهرة غداً مع وزيري خارجية مصر أحمد أبو الغيط والأردن عبد الإله الخطيب تتعلق بمبادرة السلام العربية. وأضاف «هذه أول جلسة رسمية».
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف التعليق على الاجتماعات، لكنه قال إن «الزعماء العرب المعتدلين لا يمكنهم بالطبع الحلول محل الفلسطينيين كشركاء في السلام، لكن يمكنهم تهيئة أجواء تساعد على أن يكون هناك اعتدال».
وفي السياق، قالت مصادر مقرّبة من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لـ«الأخبار»، إنه علم بالتحضيرات الراهنة لعقد لقاء ثلاثي في القاهرة، لكنه لن يشارك فيه بسبب المقاطعة العربية لإسرائيل.
وأشارت المصادر إلى أنه رغم أن موسى معني بنتائج اللقاء، إلا أن الجامعة العربية ليست معنية باتصالات مباشرة مع إسرائيل. ورأت أن اللقاء، الذي يعدّ الأول من نوعه، يأتي تنفيذاً لقرارات القمة العربية التي عقدت في شهر آذار الماضي في الرياض.
وأشارت المصادر إلى أن ليفني ستجري أيضاً محادثات مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان في شأن الجهود المصرية لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية واستئناف مسيرة السلام المعطلة وإبرام صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضحت المصادر أن القاهرة ستسعى مجدداً إلى إقناع ليفني بإعادة النظر في موقف حكومتها التحفظ على مبادرة السلام العربية وعدم إضاعة المزيد من الفرص السانحة لتحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط.
وتعدّ ليفني أول مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى يزور القاهرة علانية منذ تفجّر أزمة شريط «روح شاكيد»، الذي بثه التلفزيون الاسرائيلي قبل بضعة أسابيع ويؤكد تورط عسكريين إسرائيليين في ارتكاب مذابح جماعية ضد أسرى مصريين خلال حرب حزيران عام 1967.
كما تعدّ وزيرة الخارجية أول مسؤول اسرائيلي يزور مصر بعد إعلان أجهزة المخابرات المصرية تفكيك شبكتي تجسس إسرائيليتين، تورّط فيهما مصريان وأجانب.