«معاريف» ـــ عوفر شيلاح
تلوح صورة مذهلة من قراءة المحاضر المجتزأة للقادة الثلاثة أمام لجنة فينوغراد: ثلاثتهم لا يفقهون على الإطلاق أين هم وفي قبالة من؟ ثلاثة أشخاص، تقديراتهم لأعضاء اللجنة خرفة ومعزولة عن الواقع، تماماً مثل تقديراتهم خلال الصيف الماضي. ثلاثة أشخاص أعطتهم اللجنة حبلاً فقاموا بشنق أنفسهم به من دون تردد.
أولمرت كأنه مراقب الدولة. لقد «حذر»، كما قال. بطريقة متعالية، يقوم بدحرجة المسؤولية عنه: فليس هو من عيّن عامير بيرتس، وفي الوقت نفسه بيرتس موضع فخر لإسرائيل، ولا هو قال للجيش ما ينبغي عليه فعله، كما ان الجيش لم يطلب. هو وحالوتس قالا إن الهجوم على بنت جبيل لو نجح لكانت الأمور مختلفة ــ هذا يعني أن أودي آدم وقادة الفرق مذنبون. كأنهم ليسوا هم من أعطى هؤلاء القادة أوامر مربكة. كأن أياً منهم فهم كما ينبغي ماذا يعني «احتلال بنت جبيل كما ينبغي». كأنه تم تجنيد الاحتياط لهذه الغاية، وكأنه كانت هناك خطط لذلك.
حالوتس يتعالى على بيرتس، لكونه رئيساً لحزب. القرار الأهم في الليلة الأولى من الحرب اتخذ من قبل رئيس الحزب البائس هذا، وهذا القرار أثنى عليه حالوتس نفسه.
ثمة أشياء كثيرة ناقصة في المحاضر التي نشرت. إلا أن ما نشر كاف. كاف لقراءة بيرتس الذي لم يكلف نفسه عناء الاطلاع على نظرية تشغيل الجيش، بل لم يعلم بوجود كراس كهذا.
كاف لقراءة الثلاثة الذين لا يقولون لمرة واحدة «أخطأنا». لم نفكر بالكاتيوشا بما فيه الكفاية، ولم نفهم أنه من المحظور أن تطول حرب، نحن بادرنا إليها وكان يمكن أن تتوقف في اللحظة التي نقررها نحن، لمدة 34 يوماً في شمال يتلقى 200 صاروخ يومياً. كاف لأن نعلم لماذا قررت لجنة فينوغراد التسديد بقوة نحو الثلاثة، ولماذا لا يملك أيّ منهم نهضة شعبية؟