محمد بدير
خطّة لمواجهة «الهاجس الديموغرافي» في الذكرى الـ40 لاحتلالها

تعرضت «السيادة الإسرائيلية» على القدس المحتلة، في الذكرى الأربعين لاحتلالها، لانتكاسة سياسية مع رفض الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تلبية دعوة إلى حضور حفل رسمي يجريه الكنيست بالمناسبة، في وقت سعت فيه الحكومة الإسرائيلية إلى تكريس احتلالها للمدينة عبر سلسلة من القرارات التي اتُّخذت في ظل هاجس «الانهيار الديموغرافي» فيها لمصلحة سكانها الأصليين من الفلسطينيين.
واحتفاءً بالمناسبة، عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي جلسته الأسبوعية، أمس، في «مركز إحياء ذكرى مناحيم بيغين» المطلّ على أسوار القدس، حيث تم بحث الخطوات الآيلة إلى تعزيز تهويد المدينة في ضوء دراسات تفيد برجحان نسبة السكان العرب فيها مع الوقت.
وحذر رئيس بلدية القدس، أوري لوبوليانسكي، الذي شارك في الاجتماع الحكومي، من «انهيار ديموغرافي في المدينة إذا استمر النزوح اليهودي منها». وأضاف أن «القدس قد لا تبقى عاصمة لإسرائيل، بل يمكن أن تتحول إلى سيطرة حماس التي تدرك أنه يمكن احتلالها بوسائل ديموغرافية خلال 12 عاماً»، مشدداً على الحاجة إلى «خطة طويلة الأمد» تضمن عدم حصول ذلك.
وأعلن رئيس الوزراء إيهود أولمرت، الذي كان رئيساً سابقاً لبلدية المدينة، سلسلة إجراءات ستطبقها الحكومة «لتطوير المدينة»، في إشارة إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية عليها. وفي مقدمة هذه الإجراءات، تخصيص مبلغ 5.75 مليارات شيكل (نحو مليار ونصف مليار دولار) للاستثمار في المدينة المحتلة، إضافة إلى تخفيضات ضريبية ونقل مكاتب حكومية إليها وبناء مجمع قضائي فيها ومدرسة لتعليم تراثها وتشجيع النمو الاقتصادي فيها عن طريق تطوير البلدة القديمة.
وكان معهد القدس للدراسات الإسرائيلية قد أعدّ دراسة أظهرت أن نسبة ارتفاع عدد السكان الفلسطينيين في المدينة كانت ضعف النسبة المماثلة للسكان اليهود.
وأفادت الدراسة أن اليهود سيمثلون بحلول 2020 ستين في المئة من سكان القدس، في مقابل 66 في المئة حالياً، بينما يتوقع أن ترتفع نسبة العرب من 34 إلى 40 في المئة. ويبلغ عدد سكان القدس حالياً 720 ألف نسمة، منهم 245 ألف فلسطيني. وبحسب الدراسة، فإنه في حال استمرار الاتجاه على ما هو عليه، فإن العرب سيشكلون نحو 50 في المئة من مجمل سكان القدس بحلول العام 2035. وأشارت الدراسة إلى أن سكان القدس يشكون من عدم توافر فرص العمل في المدينة، الأمر الذي يعدّ المشكلة الأكبر التي تواجهها المدينة.
ودعا وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، خلال الجلسة، إلى نقل جميع وزارات الحكومة، وعلى رأسها وزارة الدفاع، إلى المدينة، وذلك من أجل تعزيز وضعها.
وتحتفل إسرائيل بعد غد الأربعاء، بـ«يوم القدس»، وهو يوم الاحتفال رسمياً بالذكرى الـ40 للاستيلاء على القسم الشرقي من المدينة تبعاً للتقويم العبري. وكان الكنيست الإسرائيلي قد سنّ قانوناً أساسياً عام 1980 رأى فيه أن «القدس الموحّدة هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل».
ويقيم الكنيست اليوم احتفالاً رسمياً بالمناسبة دعا إليه الدبلوماسيين المعتمدين في إسرائيل كافة. إلا أن الاحتفال الذي أريد له أن يكون محطة لتكريس سيادة إسرائيل على المدينة، تعرّض لانتكاسة مع إعلان الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة نيتهما عدم المشاركة فيه.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن السفارة الألمانية في تل أبيب أرسلت كتاباً إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية تعلن فيه رفض دول الاتحاد الأوروبي، الذي ترأس برلين دورته الحالية، المشاركة في حفل الكنيست وذلك لأن المجتمع الدولي لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية. كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن السفير الأميركي في إسرائيل، ريتشارد جونز، لن يحضر الحفل أيضاً.