strong>علي حيدر
واشنطن تضغط على تل أبيب لتقوية القوات الموالية له

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً على إسرائيل بهدف تنفيذ خطة المنسق الأمني الأميركي كيث دايتون، من أجل تقوية قوات الأمن الفلسطينية الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأوضحت الصحيفة أن دايتون أشار، خلال لقاء عُقد قبل أيام مع مسؤولين إسرائيليين، الى ضرورة تعزيز قوات عباس ونشرها في مواقع الاحتكاك مع الاسرائيليين سواء في شمال قطاع غزة او في جنوبه عند محور فيلادلفي، معتبراً أن هذا الامر سيؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين الوضع الأمني في القطاع.
ونقلت «هآرتس» عن محافل غربية حققت في القتال الذي دار بين حركتي «فتح» و«حماس» قرب معبر كارني يوم الثلاثاء الماضي، قولها إنها توصلت الى استنتاج يفيد بأن أداء قوات الأمن الفلسطينية كان جيداً إذ تمكنت من صد هجوم عاصف من «حماس»، رغم تكبد قوات الأمن خسائر في الأرواح.
واستخلصت هذه المحافل أن «حماس» لم تحسم حتى الآن المعركة الداخلية في القطاع، وبالتالي ثمة ما يبرر مواصلة الجهود لتقوية قوات الحرس الرئاسي لعباس.
في المقابل، رأت قيادة الجيش الإسرائيلي أن «حماس» تتمتع بتفوق واضح على قوات الحرس الرئاسي والأمني الوطني الفلسطينية، وأن نهاية «فتح» كقوة أمنية هامة في القطاع أصبحت قريبة. وأوضح ضباط إسرائيليون أن «حماس» تحقق انتصارات على كافة الجبهات «وهم مدربون ومسلحون ولديهم إصرار أكبر مما لدى خصومهم في فتح رغم أن الأخيرين يتفوقون عليهم من حيث عدد المقاتلين».
وكان رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوسي بايدتس قد أكد، في محاضرة ألقاها أمام السلك الدبلوماسي الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، أن «حماس» تبني في قطاع غزة نموذجاً يشبه ذلك الذي بناه حزب الله في جنوب لبنان، مضيفاً أن «حماس تتغلب على فتح التي سقط لها عدد أكبر من القتى حتى الآن».
في المقابل، رفض مسؤولون أمنيون إسرائيليون تقديرات قيادة الجيش الإسرائيلي بأن عباس وقوات الأمن الفلسطينية خسرا معركة السيطرة على القطاع ولا جدوى بالتالي من مساعدتهما. وأضاف المسؤولون أن لدى قيادة الجيش الإسرائيلي أفكاراً مسبقة حول عناصر «فتح» وقدراتهم، وأن تقديرات المؤسسة العسكرية لا تستند إلى تحقيق جذري في المعارك الأخيرة بين الجانبين. وبحسب «هآرتس»، فإن مسؤولين أميركيين رأوا في امتناع عباس عن الحضور لقطاع غزة في هذه الفترة دليلاً على عجزه.
وأكدت الصحيفة أنه، كما أن هناك نوعاً من الجدل داخل المنظومة الامنية الاسرائيلية حول ما اذا كان يجب دفع «خطة دايتون» قدماً، «تنقسم الآراء في الادارة الاميركية بالنسبة للوضع الداخلي في السلطة الفلسطينية؛ فقد اشار موظفون رفيعو المستوى في الادارة الى المعالجة الفاشلة من جانب عباس للأزمة».
ونفى الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن تكون قد عُقدت اجتماعات فلسطينية ــــــ اسرائيلية اميركية تهدف الى تعزيز قوات الحرس الرئاسي في قطاع غزة.
وقال أبو ردينة «إن هذا الخبر عارٍ عن الصحة تماماً، ويدخل في إطار الفتنة التي تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية زرع بذورها في غزة، خاصة بعد التوصل إلى اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار في القطاع».
وأكد أبو ردينة أن عباس «يعمل جاهداً على التهدئة ويدعم البدء بتنفيذ الخطة الأمنية، وذلك لحرصه الشديد على حقن الدم الفلسطيني وعلى تطبيق اتفاق مكة ودعم حكومة الوحدة الوطنية».