شمعون بيريز كوليت أفيطال رؤوبين ريفلين


حيفا ــ فراس خطيب

3 مرشّحين من «كديما» و«الليكود» و«العمل»... والحسم في الاقتراع السري


بدأت التحضيرات في إسرائيل لانتخابات الرئاسة، التي قرّرت رئيسة الكنيست الإسرائيلي، داليا ايتسيك، إجراءها في الثالث عشر من شهر حزيران المقبل، على أن تقبل الترشيحات حتى الثالث من الشهر نفسه.
وقدّم عضو الكنيست، كوليت أفيطال (حزب العمل)، وعضو الكنيست رؤوبين ريفلين (ليكود)، ترشحهما رسمياً للمنصب، وهو ما لم يفعله نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز (كديما)، علماً بأنّ مقربين منه كانوا قد أعلنوا أنه سيرشح نفسه وسيعلن عن قراره قريباً.
وكان من المتوقع أن تضم «المعركة الرئاسية» حاخام مدينة تل أبيب مئير لاو، إلا أنّه تراجع عن خوضها قائلاً «أنا راضٍ عن مكاني».
وكانت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (العمل) قد صرّحت سابقاً أنه في حال إعلان لاو ترشيح نفسه، فإنها ستعمل على فضح قضايا «مخجلة» من ماضيه، من دون توضيح ما هي هذه القضايا.
النظام في إسرائيل ليس رئاسياً، بل برلماني. ويعتبر الرئيس في إسرائيل «المواطن رقم واحد» وصاحب المنصب الأرفع، لكنه ليس الأهم. في المقابل، يعتبر رئيس الحكومة صاحب المنصب الأهم، لكنّه ليس الأرفع. ويتم انتخاب الرئيس من خلال الكنيست. ويتمتع الرئيس ببعض الصلاحيات الرسمية والتمثيلية، أبرزها العفو عن السجناء، وتكليف رئيس الحكومة، بعدما كانت قد سحبت منه بعد إقرار انتخاب رئيس الحكومة مباشرة من الشعب، في خطوة بدأ العمل بها في عام 1996 مع انتخاب بنيامين نتنياهو قبل أن تلغى في عام 2001 في عهد أرييل شارون.
وينتخب الرئيس الإسرائيلي كل سبع سنوات على أيدي أعضاء الكنيست الـ120. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى فوز بيريز، إلا أنّ هذه الاستطلاعات لا يمكن اعتباراها ذات صلة لأن أعضاء الكنيست هم من يقرّرون في النهاية، لا الجمهور الواسع.
وليس واضحاً من هو صاحب احتمالات الفوز الكبرى، وخصوصاً أن لكل حزب كبير مرشحاً، وبطبيعة الحال، الأحزاب الصغيرة هي التي ستحسم المعركة في نهاية المطاف. وقد أعلن رئيس الوزراء ايهود أولمرت أنه سيدعم بيريز، كما أعلنت حركة «شاس» المتدينة، أنها «تميل» أيضاً الى دعم بيريز، الذي يحظى بإجماع كبير في صفوف الجمهور الإسرائيلي لنيل منصب الرئيس، وخصوصاً أنه تجاوز الثالثة والثمانين عاماً.
إلا أن هذه المعطيات غير مؤكدة، وخصوصاً أن بيريز هو «الخاسر التاريخي» كما يطلقون عليه في إسرائيل، إذ إنه «يفوز في استطلاعات الرأي فقط»، ومنهم من يقول «إنّ بيريز سيفشل حتى إذا رشّح نفسه رئيساً للجنة العمارة التي يسكنها».
لكن هذا لم يثنه عن قراره غير المعلن. وقد حاول مقرّبو بيريز، وبدعم من ايهود أولمرت، سنّ قانون في الآونة الأخيرة، يدعى «قانون بيريز»، ينص على أن تكون الانتخابات الرئاسية داخل الكنيست علنية، فضلاً عنها سرية. ورأى المقربون أنّه في مثل هذه الحالة، تكون احتمالات بيريز للفوز أكبر، لأن البعض سيشعر بأنه ملزم بالتصويت لبيريز، إلا أنّ الاقتراح لم يمر. وستكون الانتخابات سرية، ما يقلل من احتمالات فوزه.
ولا تحظى مرشحة حزب «العمل» كوليت افيطال بشعبية واسعة في الكنيست. ويكمن مركز قوتها في صفوف النسوة في الأحزاب اليسارية، لكن احتمالات فوزها ضئيلة للغاية، ويبدو تجاوزها الجولة الأولى صعباً. افيطال، انتخبت ثلاث مرات للكنيست، وشغلت منصب القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك، وتحظى بدعم كامل من رئيس الحزب عامير بيرتس.
في المقابل، يتمتع مرشح «الليكود» رؤوبين ريفلين بشعبية واسعة داخل الكنيست، الذي سبق أن ترأسه. انتخب خمس مرات للكنيست، ولم يرتبط اسمه بقضايا فساد مال.
ويحاول الإسرائيليون، كما في السابق، إعطاء مؤسسة الرئاسة الإسرائيلية زخماً واحتراماً. إلا أنّ الواقع اختلف، وخصوصاً في العقدين الأخيرين، أي في فترة الرئيس الإسرائيلي الأسبق، عازار وايزمن، الذي استقال في عام 2000، بعدما تمّ الكشف عن تلقيه أموالاً من دون أن يبلغ عنها.
كذلك الحال في عهد الرئيس موشيه كتساف، حيث وصلت مؤسسة الرئاسة إلى الحضيض في أعقاب تورطه في قضايا مخالفات وفضائح جنسية.