strong>محمد بدير
كشفت تقارير إسرائيلية، أمس، عن خطة واسعة لتركيز عملية الحفريات في القدس المحتلة، بتمويل من جمعيات استيطانية يمينية، تهدف إلى تغيير وجه البلدة القديمة، وتوسيع السيطرة اليهودية على المدينة المحتلة.
وأعلن مدير سلطة الآثار الإسرائيلية، يهوشواع دورفمان، أن المؤسسة التي يرأسها ستنقل غالبية نشاطاتها، التي تركزت حتى الآن في منطقة وسط إسرائيل، إلى القدس المحتله، مشيراً إلى أنها تنوي البدء بعمليات حفر كبيرة وبعيدة المدى في تسعة مواقع داخل المدينة. وتموّل الحفريات في خمسة من المواقع التسعة جمعياتٌ سياسية يمينية، مثل «عطيرت كوهانيم» و«إلعاد»، التي تعلن صراحة سعيها إلى تهويد القدس.
وشدد دورفمان على أن عدد الحفريات لا سابق له، وأن العمل فيها سيجري بشكل متزامن، وقد يستغرق سنوات. وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن سلطة الآثار وبلدية القدس والجمعيات اليمينية التي تموّل الحفريات، ستنسّق في ما بينها لإدارة هذه الحفريات في المنطقة.
كما نقلت التقارير عن خبراء في الآثار ممن يعرفون المنطقة أن الخطة المعروضة هي «خطة عملاقة»، ومن الممكن أن تغيّر وجه البلدة القديمة. ونقل عن أحدهم قوله إن السياق السياسي للخطة واضح تماماً، فالهدف من هذه الحفريات هو توسيع السيطرة اليهودية على البلدة القديمة.
وأفيد أن جميع الحفريات الجارية والمخططة في البلدة المحتلة، تمت المصادقة عليها من قبل سلطة الآثار في إجراء سريع بذريعة أنها معرفة كـ«حفريات إنقاذ»، لاستيضاح القيمة الأثرية لموقع معين قبل بدء البناء فيه.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، فقد رفضت سلطة الآثار الإجابة عن أسئلتها. أما وزير الثقافة، غالب مجادلة، المسؤول عن سلطة الآثار، فقد رفض التطرق إلى الموضوع. ونقل عن مقربين منه قولهم إنه لا يتدخل في الأمور المهنية للهيئات التي تعمل تحت مسؤوليته.
وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة الكنيست أن الغالبية الساحقة من الإسرائيليين غير مستعدة للتنازل عن السيطرة على الحرم القدسي الشريف أو هضبة الجولان حتى لو كان ثمن ذلك اتفاقات سلام مع كل من الفلسطينيين وسوريا. وأعرب 86 في المئة من المستطلعين عن رفضهم التخلي عن حائط المبكى (الحائط الغربي للحرم القدسي)، فيما رفض 68 في المئة التخلي عن الجولان.