strong>«حزب الله وحماس ذراعان إيرانيّتان تلتفّان حولنا»
رأى عضو الكنيست عن كتلة الاتحاد القومي اليمينية، العميد المتقاعد آفي ايتام، أن الطريق الوحيد لإحداث تغيير استراتيجي في المنطقة يكون عبر «هزيمة آيات الله» في إيران، مشيراً إلى أنه ينبغي، من أجل الوصول إلى هذه النتيجة، أخذ حزب الله وحركة «حماس» بالاعتبار على قاعدة أنهما الذراعين اللتين تلتفان حول إسرائيل. وحذر إيتام، في الوقت نفسه، من أن أي انسحاب أميركي من العراق قبل هزيمة النظام الإيراني سيؤدي إلى انهيار كامل للصدقية الأميركية في المنطقة.
وربط إيتام، خلال زيارة له إلى واشنطن قبل نحو شهر، بين حزب الله وحركة «حماس» باعتبارهما «ليسا امرين منفصلين» عن بعضهما، أو عن التحدي الاستراتيجي الذي تشكّله إيران. وقال إنهما «جزء من المنظومة الإرهابية التي تتلقى قراراتها من إيران، وتمولها وتديرها». وأضاف أنهما أيضاً «جزء من خطة أكبر لاستخدام التهديد بالردع والانتقام» بهدف تقييد الخيارات الإسرائيلية في مواجهة طهران، مشيراً إلى أن الحرية التي تتمتع بها هاتان المنظمتان بالعمل خارج حدود الدولة العبرية تعني «أن إيران أصبحت بالفعل على حدود إسرائيل».
ووصف إيتام حزب الله و«حماس» بأنهما «ذراعان لطهران تلتفان حولنا»، مشيراً إلى أن السؤال الأساسي «هو متى وكيف يجب التعامل مع هاتين الذراعين؟». الجواب، بحسب إيتام، يأتي «في سياق كيف سنقوم بهزيمة النظام الأيديولوجي الكامل» الذي نشرته الثورة الإيرانية.
وحاول إيتام أن يستفز مشاعر الخوف لدى الأميركيين والغرب بالقول إنه «إذا لم نهزم هذا النظام، وهذه الأيديولوجية، وتمكنت إيران من تطوير أسلحة نووية، فلن يعود هناك مكان واحد آمن في العالم أجمع»، مشيراً إلى أن هذه القضية لم «تعد إسرائيلية فقط رغم أننا في الجبهة الأمامية».
وشدد إيتام على أن «على الملالي أن يعرفوا أنه في حال فشل الدبلوماسية، فإن خيار التسليم بإيران نووية ليس مقبولاً». وقال إنه «في إطار التخطيط لهذه المواجهة، سيكون علينا الأخذ بالاعتبار ذراعيهم هنا».
وأضاف إيتام أن «الطريق الوحيدة لإحداث التغيير الاستراتيجي في المنطقة هي هزيمة آيات الله»، ودافع عن «استخدام جميع الوسائل بما في ذلك التدابير الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية». لكنه استدرك بالقول إنه «لا يمكن تجنّب بعض أنواع العمل العسكري». ورأى أن «لإسرائيل الحق الكامل، أخلاقياً وعسكرياً وقانونياً، في قصف وقائي لمنشآت الصواريخ البعيدة المدى للإرهابيين في غزة وجنوب لبنان». وأضاف: «لا أعني أنه يجب علينا شن الهجوم غداً. ولدينا بعض الوقت»، مشيراً إلى تقارير مختلفة لمحللين توقعوا فترة زمنية بين خمس إلى 15 عاماً قبل أن تتمكن طهران من تطوير سلاح نووي. لكنه عاد وأكد أن «نافذة فرص المبادرة للعمل تضيق وقد تنغلق بطريقة غير متوقعة إذا تمكنت طهران من تحقيق اختراقات مفاجئة»، وأنه «كلما طال انتظارنا، كانت الخسائر في الأرواح أقسى وأسوأ».
وتعليقاً على هذه الرؤية الاستراتيجية التي قدمها إيتام، قال المسؤول الإسرائيلي السابق والمحلل السياسي دانيال ليفي إن إيتام يمثل تياراً هاماً داخل المؤسسة العسكرية، في ما يتعلق بغزة وجنوب لبنان تحديداً. وأضاف أن بعض الضباط «يدافعون جداً عن فكرة العودة إلى جنوب لبنان لإلغاء الانطباع السائد بأن الجيش الإسرائيلي تلقى صفعة قاسية هناك في الصيف الماضي». وأوضح ليفي أنه «في ما يتعلق بتقويمه للعودة إلى جنوب لبنان، وربما إلى غزة، كجزء من مسيرة ضرورية لنزع أنياب إيران وشل ما يرى أنهما جيشها المفوض، فإنه يمثل أكثر من مجرد زعيم لثلاثة فصائل منشقة (الاتحاد القومي) من المجموعات الدينية اليمينية داخل الكنيست». وقال ليفي إنه في حال تمكن الجناح اليميني من تشكيل الحكومة الإسرائيلية، فإن إيتام قد يحصل بالتأكيد على منصب وزاري. وفي جميع الأحوال، سيكون هناك مطلب مستمر لسياسة أكثر عدائية ضد قواعد حزب الله وحماس. وأضاف أن البعض في الجيش الإسرائيلي «يتوق إلى إظهار أنهم تعلموا دروساً كثيرة خلال الصيف الماضي. وسيمارسون بعض الضغوط على التركيبة السياسية للسماح لهم بالعودة إلى جنوب لبنان».
إلا أن ليفي أكد أن هذا الخيار الذي يعبر عنه إيتام «يمثل تيار الأقلية في إسرائيل عامة وبالطبع داخل الكنيست اليوم»، مشيراً إلى وجود «مقاومة شديدة في المجتمع الإسرائيلي لفكرة إعادة الاحتلال».
(يو بي آي)