strong>القاهرة ـــ خالد محمود رمضان
غداة احتفالها بذكرى مرور ربع قرن على استردادها شبه جزيرة سيناء، تعرّضت السلطات المصرية إلى موقف سياسي حرج للغاية بعدما تجمع المئات من بدو سيناء وحاولوا عبور الأسلاك الشائكة على الحدود المصرية ـــ الإسرائيلية باتجاه إسرائيل هرباً من ملاحقات أمنية ضد بعضهم.

وقالت مصادر مصرية لـ«الأخبار»، إن الحكومة المصرية عاكفة على معالجة الموقف الذي وصفته بالحساس والمؤسف، مشيرة الى أن البدو حاولوا اجتياز الحدود إلى إسرائيل، لكن قوات الاحتلال في المكان منعتهم وأنهم لا يزالون عالقين في المنطقة.
وأقامت الشرطة المصرية طوقاً أمنياً على بعد أقل من 3 كيلومترات من المكان، لكنها لم تتدخّل نظراً لأن معظم البدو مدججون بالسلاح. وينتمي هؤلاء إلى قبيلتي السواركة والمنايعة، فيما انضمت إليهم عناصر من قبائل بدوية أخرى في مشهد يطرح مجدداً المزيد من التساؤلات حول مبررات عجز النظام المصري عن استيعاب هؤلاء الذين باتوا فى نظر الشارع المصري إعلامياً متهمين بتهريب المخدرات والسلاح.
وبدأت القصّة فجر أمس عندما قتلت الشرطة المصرية أحمد عبد الرحيم سالم وخليل سليمان حميد، وهما من قبيلة المنايعة المقيمة في قرية المهدية وسط سيناء، إثر مطاردة أمنية للاشتباه في تورطهما بأنشطة إجرامية.
وعلى الفور، تجمهر أهالي القتيلين وذويهما وتجمعوا على مقربة من معبر كرم أبو سالم، الذي يقع في منطقة حدودية مثلثة بين مصر وإسرائيل وغزة. وكان المشهد مثيراً حقاً عندما أمضى البدو في غفلة من الحكومة المصرية طوال ساعات الليل، أول من أمس، في محادثات جانبية مع حرس الحدود الإسرائيلية لإقناعهم بالسماح لهم بالعبور إلى داخل إسرائيل بعدما قالوا إنهم مهدّدون بسوء المعاملة من جانب حكومتهم.
ويتبرّم البدو عامة من طريقة التعامل الأمني معهم، وخصوصاً مع انتشار المئات من جنود الشرطة في حملات شبه دورية في مناطق عديدة في شبه جزيرة سيناء، إما بحثاً عن إرهابيين محتملين يعتصمون في جبالها ومناطقها الوعرة أو عن مناطق غالباً ما تستخدم لزراعة الخشخاش والبانجو.
إلى ذلك، أعلنت السلطات المصرية، أمس، إحباط محاولة تنفيذ هجوم جديد ضد أحد المنتجعات السياحية في شبه جزيرة سيناء. وقال مصدر أمني مسؤول في بيان لوزارة الداخلية المصرية إنه أثناء محاولة ضبط عملية تسلل قام بها فلسطينيان على بعد 1500 متر من منفذ رفح، وأثناء محاولة القوات إيقافهما، قام أحدهما ويدعى عبد الشافي جبر بإلقاء قنبلة يدوية انفجرت فيه وأصيب، بينما تمكن الثاني من الهرب. وأضاف البيان أن القوات المصرية تواصل جهودها للقبض على الفلسطيني الهارب.
وقال المصدر إن الفلسطيني عبد الشافي جبر (20 عاماً) كان يعتزم تنفيذ هجوم في أحد المنتجعات السياحية التي يوجد بها إسرائيليون في شبه جزيرة سيناء.