صادرت الشرطة الإسرائيلية، خلال مداهمتها منزلي ومكتب رئيس التجمّع الوطني الديموقراطي عزمي بشارة مساء أول من أمس جهازي حاسوب (كمبيوتر) بالإضافة إلى بعض الأوراق العادية المتعلقة ببرامج التجمع، بينها قصاصة ورق تعود لابنه الطفل، عمر، الذي كان يخطّ عليها بعض الأرقام.وتجمّع حشد كبير من أنصار بشارة في منزله في حيفا لمنع عناصر «الشاباك» من التفتيش. وأصيب عناصر هذا الجهاز بالحيرة حين طلبوا من أحد الحاضرين تعريف نفسه، فأجاب بأنه عزمي بشارة. وحصلوا على الإجابة نفسها من العشرات ممن تجمعوا في المكان.
ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، رفض المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد الإدلاء بأي تعليق بسبب التعتيم المفروض على التحقيق والذي لم يرفع إلا جزئياً.
وفي مدينة الناصرة، تجمهر المئات من أنصار «التجمع» أمام المكتب البرلماني لبشارة في مواجهة العشرات من قوات الشرطة والوحدات الخاصة المدججة بالسلاح، والتي زاد عددها عن ثمانين عنصراً.
وأصدر رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع، النائب جمال زحالقة، بياناً في أعقاب عملية الاقتحام، قال فيه إن «الشرطة الاسرائيلية كذبت كذبة وصدقتها، إذ فبركت ملفاً ضد الدكتور عزمي بشارة، ويقومون بأسلوب وقح باقتحام استفزازي لمنزله ومكتبه. هذه خطوة انتقامية تدل على عصبية الشرطة وتخبطها بعدما فوّت بشارة عليهم إمكان فرض قواعد اللعبة عليه».
وشدد زحالقة على أنَّ «الشرطة لن تجد في مكتب الدكتور عزمي بشارة ومنزله سوى مقالات فكرية وسياسية وأدبية وكتبه التي يعمل على تأليفها»، مشيراً إلى أن «أي ضرر بممتلكات بشارة الشخصية والفكرية يقع على مسؤولية الشرطة، وسنقوم بمقاضاتها على ذلك».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن رئيس الحكومة إسماعيل هنية «يعلن تضامنه مع بشارة ويستنكر الإجراءات العدائية التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية ضد هذا المناضل والمفكر الفلسطيني، والتي كان آخرها التهجم على بيته وممتلكاته».
وأضاف حمد «إننا نرى في مثل هذه التصرفات من الحكومة الإسرائيلية دليلاً واضحاً على ما يعانيه شعبنا الفلسطيني من تمييز عنصري ومحاولات لطمس هويته». وتابع «إننا نؤكد تضامننا ووقوفنا الى جانب بشارة الذي وقف الى جانب شعبه وقضيته، وندعو المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية الى التضامن معه والوقوف الى جانبه في مواجهة هذه الهجمة المبرمجة من قبل الحكومة الاسرائيلية».