strong>محمد بدير
تضاربت ردود الفعل العسكرية على اعتراف إيهود أولمرت بأن قرار الحرب اتخذ في آذار 2006، بين مؤكد وناف له، فيما رآه آخرون تفسيراً مبالغاً فيه من رئيس الوزراء الإسرائيلي لمداولات عقدت في حينه. وبلغت حدة ردود بعض الضباط مستوى قالوا فيه إنه إذا كان «الاعتراف» صحيحاً، فإن «إخفاقات الحرب أخطر مما ظننا حتى الآن»

نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس عن مصادر عسكرية إسرائيلية نفيها لرواية إيهود أولمرت عن قرار الحرب، ووصفها للرواية بأنها «غريبة جداً». وأضافت أنه «إذا كان ثمة قرار مسبق بالرد، فإن الجيش لم يعرف به». وتساءلت تلك المصادر، التي وصفتها الصحيفة بأنها كانت مشاركة في اتخاذ القرارات في هيئة الأركان، عن أنه «إذا كان أولمرت يعرف مسبقاً أنه سيهاجم لبنان على هذا النحو، فلماذا لم تُدرس هذه الإمكانية بعدما أطلق حزب الله صواريخ كاتيوشا على قاعدة سلاح الجو في جبل ميرون في 28 ايار؟».
في المقابل، نقلت صحيفة «هآرتس» عن ضباط رفيعي المستوى كلاماً مغايراً، أكدوا فيه كلام رئيس الوزراء بالقول: «لقد صادق أولمرت بالفعل على رد للجيش أكثر حدة في حال حصول استفزاز آخر من حزب الله». وأوضحوا «أن المداولات المركزية في هذا الشأن جرت بالفعل في شهر آذار (2006) بينما كان أولمرت لا يزال قائماً بأعمال رئيس الوزراء اريئيل شارون وشاؤول موفاز وزيراً للدفاع».
لكن الصحيفة نفسها نقلت عن ضباط آخرين قولهم «إن أولمرت يعطي تفسيراً مبالغاً فيه بأثر رجعي للمداولات التي عقدت». وقال أحد هؤلاء الضباط إنه كان على اللجنة في هذه الحالة أن تسأل أولمرت «ما الذي فعله كي يكون الجيش مستعداً للحرب. ولماذا لم يأمر ببحث الاستعدادات لها؟ وكيف حصل أن الجيش الإسرائيلي ضُبط على حين غُرة في 12 تموز قبل أن يستكمل الإحاطة بخطته العملياتية في لبنان؟».
وذهب ضابط رفيع المستوى في هيئة الأركان إلى التعليق على كلام أولمرت بالقول: «إذا كان ذلك صحيحاً، فهذا يعني أن إخفاقات الحرب كانت أخطر مما ظننا حتى الآن».
وفي السياق نفسه، أكد موفاز، بشكل ضمني، حصول مشاورات في شهر آذار 2006، طلب فيها أولمرت «رؤية الخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي في حال حصول عملية اختطاف جنود في الشمال». ونُقل عن موفاز قوله، أمام لجنة فينوغراد الحكومية، أنه طالب في مراحل سابقة بأن «على إسرائيل أن تغير من أنماط ردها» على عمليات أسر جنود إسرائيليين على الحدود الشمالية والتقى معه في ذلك الموقف رئيس الاستخبارات عاموس يدلين.
بدوره، أكد نائب رئيس الأركان موشيه كابلينسكي، خلال مقابلة مع صحيفة «معاريف»، أن إسرائيل فوتت الفرصة خلال الحرب الأخيرة على لبنان. لكنه استدرك بالقول: «لن أقول أين أخطأنا؟ لكننا أخطأنا، وأخطأنا، وما كان ينبغي أن يحصل ما حصل». وعبر عن قناعته بأنه «كان بإمكان الجيش الأداء بشكل أفضل»، لكن ذلك لم يحصل «ليس بسبب لعنة لبنان، بل بسبب مشاكل مهنية تتعلق بالمنهجية».
كما أكد كابلينسكي وجود «شعور كبير بتفويت الفرصة، سواء في ما يتعلق بنتائج الحرب أو بالطريقة التي أدرنا بها الموضوع». وحمَّل كابلينسكي المستويات العليا مسؤولية تفويت الفرصة ورفض إلقاءها على الجنود، مبرراً أداء الجيش خلال السنوات الست التي سبقت الحرب بالقول إنه عمل «وفق سلم أولويات، اعتقدنا أنه صحيح في تلك الفترة».
وأقر كابلينسكي بحصول «تغيير في الجيش خلال السنوات الأخيرة التي تم فيها تشديد على مكافحة الإرهاب الفلسطيني». وأوضح «بمفعول رجعي، في جزء من الأماكن ذهبنا بعيداً جداً. لم نعد بشكل جيد منظومة الاحتياط، ولم ندرب المنظومة النظامية في الجيش». لكنه عاد وشدد على «أني لو دخلت إلى عقول صناع القرارات وعلمت بما يجول في أذهانهم خلال السنوات الست الأخيرة، أعتقد أني كنت سأقوم بالأمر نفسه».


آخر الأخبار
ذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن أولمرت، وبعد اتخاذه قرار الحرب واختيار الخطة العسكرية لها، قام بإعلام جورج بوش وكوندوليزا رايس وطوني بلير وجاك شيراك وغيرهم من القادة الأوروبيين بذلك. كما ذكرت الصحيفة أن أولمرت أعلم الأميركيين والأوروبيين أيضاً بأهداف الحرب، بعدما بلورها في شهر أيار.