انتقل الحديث الإسرائيلي المتكرر عن تنامي قوة حركة «حماس» في قطاع غزة من التسريبات الصحافية، ليتخذ طابعاً رسمياً، من خلال عرض استخباري قدمه أمس رئيس الشاباك، يوفال ديسكين، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، حذر خلاله من أن «الفلسطينيين يستغلون التهدئة وضبط النفس، الذي يبديه الجيش الإسرائيلي، من أجل زيادة التسلح وتحسين مدى الصواريخ». وقال ديسكين إن الفصائل الفلسطينية تمكنت من تهريب 31 طناً من المواد المتفجرة العالية الجودة إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه الكمية تفوق بستة أضعاف الكميات التي جرى تهريبها إلى القطاع في الفترات السابقة. وشدد ديسكين على أن إسرائيل ستجد نفسها في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام أمام مشكلة مستعصية في يتعلق بمواجهتها «للإرهاب» داخل قطاع غزة، وذلك بسبب الكثافة السكانية الآخذة في الأرتفاع، التي ستزيد من صعوبة أي رد عسكري إسرائيلي».وأعرب ديسكين عن قلق خاص إزاء «قيام حماس بإرسال مئات من نشطائها إلى إيران لتلقي التدريبات العسكرية لفترات طويلة»، ورأى أن هؤلاء سيمثّلون عند عودتهم إلى القطاع ركائز لتكوين وحدات عسكرية تخصصية.
وعن الوضع الفلسطيني الداخلي، قال ديسكين إن «العلاقات بين حماس وفتح هي قنبلة موقوتة، وهناك تصعيد مجدد في الصدام بينهما». وبرغم ذلك، قدر أن «تأليف حكومة الوحدة سينتهي حتى 23 الشهر الجاري، أي قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية في الرياض».
وأعرب أعضاء كنيست من اللجنة عن قلقهم من التقرير الذي قدمه ديسكين، ودعوا الحكومة إلى التحرك عاجلاً من خلال شن عملية «السور الواقي 2» على القطاع، «وإلا فسيتحول إلى جنوب لبنان آخر».
من جهة أخرى، حذرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، الاتحاد الأوروبي من اتخاذ موقف متساهل من حكومة فلسطينية تضم حركة «حماس». وقالت ليفني، للصحافيين خلال زيارة تقوم بها إلى كندا، «مخطئ من يظن أن حماس التي لا تعترف بإسرائيل والتي تستخدم الإرهاب ليس من أجل انشاء دولة فلسطينية بل لتدمير الدولة اليهودية... يمكن ان تكون شريكاً في شيء». وأضافت «هذا يمكن ان يؤدي على الاقل إلى المزيد من الركود أو إلى المزيد من الإرهاب».