حيفا ــ فراس الخطيب
أولمرت «رجل سلام وطيّب» وإعدام صدّام «مخجل ومؤلم» وإيران نووية «تهديد»

منح الرئيس المصري، حسني مبارك، مقابلة خاصة لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، طالب من خلالها الاسرائيليين بأن «يجربوا التفاوض مع سوريا وأن يخيبروا نيات الاسد»، مشيراً إلى أنه بعث برسالة إلى الرئيس الاميركي جورج بوش كي لا يتم اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في اول ايام الأضحى، واصفاً ما حصل بأنه «مخجل ومؤلم».
وخلال تطرقه للعدوان على لبنان، قال مبارك إن الطرفين، الاسرائيلي وحزب الله، «خاسران ومخطئان». أما عن رأيه برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، فقد وصفه بأنه «رجل طيب يريد السلام»، من دون أن يكشف عن تفاصيل جديدة في قضية الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شاليط.
وفي ردّ على سؤالٍ عما إذا كانَ سيقترح على الرئيس السوري بشار الأسد أنْ يفعل ما فعله الرئيس المصري الراحل أنور السادات وأنْ يتحدث إلى الإسرائيليين مباشرة من قلب إسرائيل، ردَّ مبارك: «لا أحد يستطيع فعل ما فعله السادات»، مضيفًا أنه كانت للسادات «تجربة أكبر وحلم أكبر، وكان مستعداً لأن يحمل المبادرة على كتفيه وفي النهاية قتل».
وأضاف مبارك «عندما يقول الرئيس السوري إنه يريد السلام، فلا تتخيلوا أنَّه سيصل القدس»، مشدّداً على أنَّ «هذا لن يحصل. ولن يكون هناك قائد عربي يصل القدس قبل أن يكون سلام شامل».
وتساءل مبارك «عندما يقول الرئيس الأسد إنه يريد السلام، فلماذا لا تفحصونه؟ لماذا لا تتحدثون إليه قبل التفاوض؟ لماذا لا يُقرّر أين ستجلسون ومع من ستتحدثون؟»، مكرراً قوله: «في عهد (الرئيس الأميركي السابق بيل) كلينتون كانت اسرائيل على أعتاب توقيع اتفاقية سلام».
ولام مبارك الاسرائيليين بقوله «كيف تستطيعون القول إنَّ رسائل السلام السورية عبارة عن لعبة؟ لماذا لا تجربون؟ لماذا لا تخرجون الحقيقة إلى النور وترون ما اذا كانت هذه المبادرات لعبة أم حقيقة؟ لماذ القول لا لاقتراح سلام؟».
وفي رد على سؤال عما اذا كانت مصر ستؤدي دور الوسيط بين سوريا واسرائيل، قال مبارك إن «مصر على اتصال دائم مع سوريا».
من جهة أخرى، سئل مبارك عما إذا كان يرى أن اسرائيل خسرت الحرب في العدوان على لبنان، فأجاب أن «الطرفين خاسران ومخطئان». وأوضح ان حزب الله عند أسره للجنديين الاسرائيليين «لم يتوقع أن يكون الرد الاسرائيلي بهذا الشكل ولم يحلم برد قاس، لكن كان عليه أن يحسب حساب هذه الخطوة منذ البداية».
أما عن الخطأ الإسرائيلي، فقال مبارك إن هذه المرة الأولى التي يكون فيها رئيس وزراء اسرائيلي من دون ماض عسكري ويعين وزير دفاع مدنياً»، مبيناً أنّ خطأ الاسرائيليين يكمن في أن اسرائيل «دخلت بالدبابات والمدافع كأنها أمام قوة عسكرية ضخمة ووجدت قبالتها كتائب كوماندو وحرب عصابات».
وأضاف مبارك «لقد نصبوا (حزب الله) لكم (للاسرائيليين) كمائن من داخل حفر، وراقبوكم من خلال منظار ليلي. كانوا يطلقون النار ويصيبون الدبابة. وأنتم؟ ماذا فعلتم لهم؟ ماذا ستفعلون لمقاتل يركض في الميدان؟ هل ستطلقون عليه صواريخ مضادة للدبابات؟».
وكشف مبارك عن أنه «قال ذلك لمسؤول إسرائيلي اثناء الحرب»، مشيراً إلى أنَّ هذا المسؤول «استمع ولم يجب».
وأنهى مبارك حديثه عن الحرب بقوله «لم يكن هناك رابح ولا خاسر في هذه الحرب».
ووصف مبارك إعدام صدام في أول ايام عيد الاضحى بأنه «مخجل ومؤلم»، مشيراً الى أن «تنفيذ الاعدام في اول ايام العيد هو أمر ليس معقولاً». وأوضح أن «المنظر كان مقززاً ولا متوقعاً»، مضيفاً أنه بعث برسالة إلى الرئيس الاميركي طالبه من خلالها بـ«إرجاء الاعدام» موضحاً أن تنفيذ هذا الاعدام «ليس فيه مصلحة».
وقال مبارك «كانت صور الاعدام مقززة وهمجية، وأنا لن اناقش إذا كان صدام يستحق أو لا يستحق الاعدام أو اذا كانت المحكمة قانونية ام لا».
وفي تطرقه للموضوع الايراني، قال مبارك إنه يتمنى ان تكون المنطقة «خالية من اسلحة الدمار الشامل». ورأى أن الايرانيين والاسرائيليين «هما فقط من يملك اسلحة للدمار الشامل»، محذّراً «من خطر سباق التسلح في المنطقة إذا ظل الوضع على ما هو عليه».
وقال مبارك ان «السلاح النووي الاسرائيلي يهدد مصر رغم العلاقات الطيبة»، مشيراً الى أنه إذا امتلكت ايران اسلحة للدمار الشامل فإنها «ستمثّل تهديداً»، موضحاً أن «مصر لن تقف عندها مكتوفة الايدي لأن اسلحة الدمار الشامل ليست لعبة».
وفي تطرقه للوساطة المصرية بشأن تبادل الأسرى في قضية الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، قال مبارك إن هناك «تقدماً» لكن التقدم «ليس ما نطمح اليه»، مشيراً الى أن القضية «ستستغرق وقتاً بسبب الصراعات الداخلية الفلسطينية».
وقال مبارك إن تفاصيل الصفقة «ليست واضحة حتى الآن» لكنه يقدر أن يتوصل الطرفان الى اتفاق ومن بعدها يحرر الاسرائيليون عدداً من الاسرى وينالون شاليط في المقابل، وعندها يحرر عدد آخر من السجون الاسرائيلية.
وقال مبارك «انا أفهم عائلة شاليط. القضية صعبة. لكنها صعبة أيضاً على عائلات الأسرى الفلسطينيين».
وأنهى مبارك مقابلته بدعوته إلى ضرورة تقوية الرئيس الفلسطيني محمود عباس «من أجل أن يتخذ قرارات»، مشيراً الى أن ابو مازن «يملك حكومة، لكن هناك مشاكل بينه وبين هذه الحكومة. ونحن مجبرون على تقويته اقتصادياً وتحويل الاموال، وأولمرت يعرف بالضبط كيف يساعد ابو مازن».
وعن رأيه بأولمرت، قال مبارك «عندما اقول إن اولمرت رجل طيب فأنا اقصد هذا. أنا راض عنه وأتحدث اليه كثيراً. مثلاً، في موضوع سوريا، قلت له «جرب». انا أعلم أن اولمرت يريد سلاماً تماماً مثل الآخرين، وفي هذا الموضوع أعتقد أن الاميركيين لا يؤثرون عليه».


لقد نصبوا (حزب الله) لكم (للاسرائيليين) كمائن من داخل حفر، وراقبوكم من خلال منظار ليلي. كانوا يطلقون النار ويصيبون الدبابة. وأنتم؟ ماذا فعلتم لهم؟ ماذا ستفعلون لمقاتل يركض في الميدان؟ هل ستطلقون عليه صواريخ مضادة للدبابات؟